..
إذا كنت مثل معظم من يسيرون على نظام غذائي خاص، فإن آخر ما تفكر فيه هو تناول وجبة عالية السعرات الحرارية، على الرغم من أنها عادة ما تكون وجبة جاذبة في خضم الحرمان الغذائي الذي تمر به.
ولكن ماذا إذا قدمت إليك مثل هذه الوجبة دون طلبك خلال إحدى المناسبات مثلاً؟ أو وقعت تحت ضغط بوفيه مفتوح به كل ما لذ وطاب؟ فهل يمكن للحركة المضادة للحدس البديهي المتمثلة في اختيار الأطعمة الأقل في السعرات أن تساعدك على إنقاص وزنك؟
تشير الأبحاث الحديثة إلى إمكانية حدوث ذلك، فمعظم الوجبات لا تتكون من اختيارات معزولة، بل تنطوي على العديد من العناصر: طبق رئيسي، طبق جانبي، مشروب، حلوى. وعند المرور بمثل هذه التحديدات يتضح أن هذا الترتيب لا يقل أهميةً عما تطلبه؛ فخلال سلسلة من التجارب وُجد أن كلاً من التساهل وترتيب تقديم الطعام يتفاعلان مع تأثير الاستهلاك؛ حيث وجد الباحثون أنه عند تحديد وجبات محددة بترتيب متسلسل، كما هو الحال في خط البوفيه أو عند الطلب على موقع ويب، يميل الناس إلى أن يتأثروا بالعنصر الذي يكتشفونه أولًا، ويميل توازن ترتيبهم إلى أن يتم على أساس اختيارهم الأول، الذي يبدو أنه مهم للغاية.
وخلال تجربتهم الأولى التي تمت في كافيتريا، وجدوا أنه عندما تم اختيار عنصر متساهل بالسعرات أولًا، كان من المُرجَّح أن يختار الشخص وجبة منخفضة السعرات الحرارية بعد ذلك، والنتيجة استهلاك أقل من السعرات الحرارية عمومًا، كما تعمل هذه الظاهرة عند طلب الطعام من موقع ويب، كما كان العكس صحيحًا.
وبحسب الباحثين في جامعة أريزونا، فإن اختيارنا لشيء صحي أولاً يمنحنا ترخيصًا لاختيار شيء أكبر لاحقًا. وعلى العكس من ذلك عندما تختار الحلوى أولًا، فاختيار عنصر ذي سعرات حرارية عالية أولًا يوجه الناس لوضع القدم على الفرامل قليلًا في بقية اختياراتهم بالوجبة.
وقد تكون هذه الدراسة خبرًا جيدًا لمحبي الحلوى، ولكن الباحثين رغم ذلك يحذرون من إمكانية انعكاس التأثير؛ فمن المرجح أن يتبع التحديد الأول المتساهل، تحديدات أخرى ذات سعرات حرارية عالية، فلا تحقق النتيجة التي تحققت خلال الدراسة، كما أشار الباحثون إلى الحاجة لمزيد من الدراسة فيما يخص الوجبات المختلطة، مع إدراك فضائل ورذائل تقييم السعرات الحرارية للعناصر الغذائية؛ لذلك نصحوا فيما يتعلق بترتيب اختيار الطعام بضرورة تذكر عدم الإفراط مع ضبط التوازن، فالعادات الصحية هي في النهاية مفتاحك لتحقيق أهدافك في وزن مثالي وصحي.