ياايتها النفس المتقوقعة في ذكرياتها
والحالمة بالرحيل رويدك مهلا فليس الحل هو الترحال البعض منا يحزم امتعته ويظن ان النهاية مع اول عثرة
ولكن هل ننسى ان بعض العثرات هي البداية ؟ كم هم بسيطون وساذجون هؤلاء الذين يتابطون اشواقهم وشجونهم
رغبة في البعد عابرين كل تضاريس الالم وقلوبهم تئن من لوعة الفراق
ويضعون كل ذكراهم واحلامهم في صناديق مغلقة يشكونها السلوي في ليالي السهاد الطويل ترى ما الذي ضيق عليهم مساحة الوجد الرحب ؟ اهي سقطات بفعل حب فشل ؟ ام وطن جحد فضلهم ورمي بهم في غياهب المجهول
ام فقر نكد عليهم عيشهم ولم يجدو ما يوارون به سؤهم وسؤاتهم الا الرحيل ؟ ما الذي يجبرهم ترك مراتع الصبا
ليكون مصيرهم لفحات الشمس الحارقة ويفترشون رمال الانين الكثيفه
كم هو قاسي ذالك الرحيل المجبل والممهور بحبر القسوة ترى هل اجبرو على الرحيل ام هو هروب الى الوراء ؟ سقي الله ارواحاً هامت عشقاً لحبيب او وطن ودفعت ثمن ذالك الهجر والهجرة مجبرة او اختيار من لايملك الاختيار الا هروبا الى الجحيم سلام على من اتخذ الازميل ليحفر في نواة الارض قبرا
يحفظ فيه ذكرياته وكيانه وكينونته من الاندثار سلام على انفس بات ليلها عذابا تقاسي الام الغربة
وان كان داخل الوطن فكثيرون هم متغربون داخل اوطانهم وانفسهم
ويعيشون الغربة كل حين سلام على من في المنافي والفيافي والقابعون خلف قضبان الظلم
والجبروت سلام على المبعدون من دارهم والمكتوون بنيرانهم وبحرقة الاشواق
يتدفئون سلام على المنسيون في شواطئ الهلاك سلام على المظلومون والمحرومون والمنسيون والمنبوذون
والمطاردون في الموانئ والمطارات لكل هؤلاء وغيرهم اقول ليس الهروب حل للمشكلة بل الحل الامثل في التروي و الثبات فالظلم وان طال ليله فهو الى زوال والفقر وان كان طعمه علقما فهناك رب الارض والسموات وهجر الحبيب وان كان قاسيا فليس هو النهايات فالصبر الصبر وليس الهروب والرحيل حل للازمات فدوام الحال محال |
|
|
|