أكّد الإسلام على ضرورة المحافظة على مال اليتيم، وتأديتها له حين تتحقّق فيه الشروط
المناسبة، وقد شرع الإسلام أن ينفق كافل اليتيم شيئاً من أموال اليتيم لشراء حاجاته
اليومية بالشكل المناسب، فلا حرج للكافل أن يخلط شيئاً من مال اليتيم مع مال أولاده
عند التماس بعض حاجياتهم، لكن على كافل اليتيم أن يدرك أنّ الله -تعالى- رتّب شديد
العقاب لمن أكل شيئاً من مال اليتيم بغير وجهٍ حقٍّ، فكان وعده أنّ من أكل مال اليتيم
ظلماً كأنّما يأكل ناراً في بطنه تحرقه يوم القيامة جزاءً وعقاباً له على فعله، ولم يأتِ ذلك
إلّا للتنبيه على ضرورة المحافظة على مال اليتيم حتى يبلغ أشدّه.
أحكامٌ حول مال اليتيم
فيما يأتي ذكر بعض الأحكام التي تخصّ تصرّف الكفيل في مال اليتيم عنده:
نهى الإسلام عن أكل مال اليتيم بغير حاجةٍ ملحّةٍ يلبّيها له الكفيل. المراد بأكل مال
اليتيم المنهيّ عنه كلّ أشكال الإضرار بالمال، أو إتلافه وليس أكله فقط، بل يتعدّى
ذلك إلى كلّ صور صرفه دون وجه حقٍّ. أباح الشرع لكافل اليتيم أن يأخذ شيئاً
من ماله لينفق عليه إن كان مُعسراً، وذو حاجةٍ مادّيةٍ أصلاً، إلّا أنّ الأولى له أن
يستعفف. أباح الشرع لكافل اليتيم الذي يستثمر مال اليتيم وينمّيه، أن ينتفع بشيءٍ
من الأجرة مقابل عمله ذاك.
أجر كافل اليتيم
رتّب الله -تعالى- لكافل اليتيم الأجر العظيم والخير في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي ذكر
الفضائل العائدة على كافل اليتيم: جبالٌ من الحسنات تُكتب في صُحف كافل اليتيم.
سببٌ لداء قسوة القلب. وصف الله -تعالى- طريق كافل اليتيم بطريق الخير والنجاة.
سببٌ لمغفرة الذنوب ودخول الجنات. يرافق كافل اليتيم
النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الجنة