,,
ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ).
الخصلة الأولى:
(خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ).
لماذا؟ لأن خلوف فم الصائم ناشئ من عبادة وطاعة، فالله -عز وجل- يحب طاعاته وكل أثر من آثار طاعاته، ومعنى هذا أن الإنسان إذا ترك لله شيء عوضه الله خيرا منه،
فتركه للأكل يجعل لمعدته رائحة وليس لأسنانه، فهذه الرائحة التي تأتي من المعدة أطيب عند الله، أي أن الله يحب هذا من العبد لأن هذا ما نشأ إلا من عبادة.
الخصلة الثانية :
(وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمْ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا).
تصور أنك لما تُحسِن بصيامك؛ فالملائكة مِن حملة العرش إلى بقيتهم يستغفرون لك، واقرأ عن أعدادهم وأوصافهم سترى عجبا، وعبادتهم وحبهم لأهل الإيمان والطاعة، فلست بنفسك تستغفر بل الله -عز وجل- مِن كرمه لخلقه
يجعل هؤلاء الملائكة يستغفرون للمؤمنين وهم صائمون.
الخصلة الثالثة :
(وَيُزَيِّنُ اللَّهُ -عز وجل- كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ثُمَّ يَقُولُ يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمْ الْمَئُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ).
الخصلة الثالثة :
(وَيُزَيِّنُ اللَّهُ -عز وجل- كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ثُمَّ يَقُولُ يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمْ الْمَئُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ).
الله -عز وجل- يزيّن الجنة ويعلم أن عباده في أذى، ويكلّم جنته سبحانه وتعالى فيقول:
(يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمْ الْمَئُونَةَ وَالْأَذَى) ،
فما المؤونة والأذى؟ الذي نحن نعيشه، وهذا الذي نعيشه نحن فقط نُموَّن للآخرة، والمؤونة في الدنيا حتى نقطعها ونذهب للآخرة ممتلئة أذى، فيبشّر الله عباده المتقين بأن الباقي قليل، وسيأتون لهذه الجنة، ويُلقون وراءهم المؤونة والأذى.
ولذلك لا بد أن تفهم بأن الذي أنت فيه مؤونة، والمؤونة ممتلئة أذى، فلا تعتنِ، وكلما زدت صدقا كنت حقا من أهل هذه البشارة.
الخصلة الرابعة:
(وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ).
الخصلة الخامسة
(وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ) [15] إذا قاموا بما ينبغي أن يقوموا به في هذا الشهر المبارك من الصيام والقيام تفضلا منه سبحانه وتعالى بتوفية أجورهم عند انتهاء أعمالهم، فإن العامل يُوفى أجره عند انتهاء عمله .
معنى ذلك أن آخر ليلة من رمضان من الليالي المهمة جدا، ماذا يحصل في آخر ليلة عادة؟
آخر ليلة هذه تكون بمثابة اختبار لصبر الإنسان، أنت تعبد الله في رمضان بالصبر، صبر على الطاعة،
تحبس نفسك على أن تطيع، تقطع من وقتك وراحتك أن تطيع الله، وتحبس نفسك عن معصيته، وتحبس نفسك على الأقدار، من أقدار الله -عز وجل- أن الصائم سيجوع، ويأتيه ألم،
وهناك أقدار قد تشغلك عن الطاعة، تصبر عليها .