الخصائص المعرفية للأفراد ذوي الإعاقة الفكرية:
إن الخصائص المعرفية ميزة أساسية تميز الفرد ذوي الإعاقة الفكرية. حيث يتضح لديه انخفاض القدرة العقلية العامة
( معدل الذكاء ) بشكل عام. و يتضح هذا الانخفاض منذ بداية مرحلة الميلاد خاصة للأفراد شديدي و متوسطي
الإعاقة. فنجد الفرد لا يبدي مستوي عقلي و إدراكي للبيئة المحيطة به مقارب لمن هم في مثل عمره الزمني. في حين
نجد صعوبة في الحكم علي الأفراد بسيطي الإعاقة حتى بداية مرحلة الروضة أو المرحلة الابتدائية.
ومن أهم ما يميز الفرد ذوي الإعاقة الفكرية من الناحية المعرفية مايلي :
o البطء في النمو العقلي .
o ضعف الانتباه .
o قصور في الذاكرة .
o قصور الإدراك .
o قصور القدرة علي تكوين المفاهيم ، التعميم ، التجريد .
1. البطء في النمو العقلي :
و هي ميزة أساسية تتوافر في كل الأفراد ذوي الإعاقة الفكرية حيث نجد دائما أن الفرد ذوي الإعاقة الفكرية يقل
كثيرا في معدل النضج و التقدم العقلي بالنسبة لمن هم في مثل سنه. ففي حين يجب أن يزداد الفرد السوي عاما
عقليا بزيادة العمر الزمني سنه واحدة لا يتم هذا بالنسبة للأفراد ذوي الإعاقة الفكرية. حيث تقل الزيادة في العمر
العقلي بالنسبة لهم عن عام عقلي بزيادة العمر الزمني عام واحد. فيزداد العمر العقلي لهم مثلا 8 شهور عقلية
إدراكية ، أو 6 أو 5 أو أقل يمضي العام الزمني. و يزداد التقدم العقلي بالنسبة للفرد السوي سنة بعد أخري حتى
بلوغ سن ال 18 سنة فنجد المستوي العقلي للفرد ذوي الإعاقة الفكرية أقل بكثير عنه بالنسبة للطفل السوي.
2. ضعف الانتباه :
يمكننا تعريف الانتباه علي أنه القدرة علي رصد مثير من بين مجموعة من المثيرات. و يعد القصور في الانتباه طبق
ا لآراء " زيمان " و "هاوس " 1963 من المشكلات الرئيسية للأفراد ذوي الإعاقة الفكرية. و من ثم يحتاج إلي
أسلوب خاص في التعامل مع هذا القصور ، كما يحتاج إلي أن يتميز مدرس الفرد ذوي الإعاقة الفكرية بالصبر لما
يمكن أن يسببه مثل هذا القصور من مشكلات أثناء عملية التدريس ، و لما ينقله من شعور للمدرس خاصة إذا كان
يعمل مع الأفراد ذوي الإعاقة لأول مرة جاعلا المدرس يشعر بصعوبة مضاعفة في التعامل مع مثل هذه الفئة.
3. قصور في الذاكرة :
يمكننا تعرف عملية التذكر علي أنه قدرة الفرد علي استرجاع المعلومات التي سبق و أن حفظها في الذاكرة.
و تنقسم الذاكرة إلي نوعين من الذاكرة: ذاكرة قصيرة المدى و ذاكرة بعيدة المدى. والذاكرة قصيرة المدى هي
القدرة علي تذكر الأشياء التي حدثت في مدي زمني قريب ، في حين تعبر الذاكرة بعيدة المدى عن قدرة الفرد
علي تذكر الأشياء التي حدثت في فترات زمنية ماضية منذ فترات طويلة.
و يتميز الأفراد ذوي الإعاقة الفكرية بضعف قدرتهم علي الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة. كما يتميزون بضعف
القدرة علي استدعاء المعلومات من الذاكرة، و الغريب أنه و إن كان الأفراد ذوي الإعاقة الفكرية يتميزون بهذا
مع الذاكرة قصيرة المدى فإن الأمر قد لا يعد سيئاً إلي هذه الدرجة فيما يتعلق بالذاكرة بعيدة المدى.
حيث قدم "هيبر " و مساعدوه ، 1960 ، 1961 سلسلة من الأبحاث للكشف عن العوامل التي تؤثر في عملية الذكر لدي "
الأفراد ذوي الإعاقة الفكرية " و مقارنتهم بالأسوياء ، و توصلوا إلي ما يلي :
Ÿ أن الأفراد ذوي الإعاقة الفكرية يتأخرون علي عكس الأسوياء فيما يتعلق بعملية التذكر المباشر إلا أن الأمور
ليست كذلك فيما يتعلق بعملة التذكر غير المباشر.
Ÿ أن الفروق تتلاشى بين المجموعتين في التذكر غير المباشر إذا قيس بالنسبة للمادة التي تم تعليمها ، و لكن الفرق
يستمر إذا تمت المقارنة في ضوء المادة الأصلية في الموقف التعليمي .
Ÿ أن التكرار بعد تجاوز الحد اللازم للتعلم يفيد " الأفراد ذوي الإعاقة الفكرية " بوجه عام و لكنه يشتت انتباه
الأسوياء مما يؤثر علي ما تعلموه فعلا .
Ÿ تؤثر صعوبة المادة و طولها علي نتائج التعلم بصورة واضحة .
Ÿ يكون للتعزيز أثر إيجابي في نتائج التعلم .
Ÿ و قد دعت هذه النتائج " هيبر " إلي القول أنه يبدو أن الصعوبة في تعليم الأفراد المعاقين ذهنيا في توصيل المادة
الجديدة إليهم بالطريقة المناسبة ، فالمشكلة في أساسها مشكلة انتباه.
4. قصور الإدراك :
و يؤدي الضعف في قدرة الفرد ذوي الإعاقة الفكرية علي التحليل و المقارنة إلي حدوث قصور في الإدراك لدي
الفرد ذوي الإعاقة الفكرية. فل يتمكن من ترتيب المثيرات الموجودة في البيئة المحيطة به بالشكل الملائم و تصنيفها
بالشكل الذي قد يتبادر إلي ذهن الفرد العادي. مما يجعله غير مدركا لمفردات البيئة المحيطة به، و ما يساعد علي
حدوث مثل هذا القصور الضعف الذي سبق أن تحدثنا عنه في قدرتي الانتباه و الذاكرة. |
|
|
|