بلا شك أنّ المملكة العربية السعودية تزخر بالعديد من القرى الفريدة من نوعها،
فبالرغم من التمدن والحضارة ومواكبة الدولة لمتغيرات العصر، إلا أنّ بعضاً
من تلك القرى لازالت محافظة على طابعها الخاص والاستثنائي حتى اليوم،
إضافة إلى امتلاكها للكثير من مقومات الجذب السياحي ما جعلها قبلة للكثير
من الأنظار.
عبر السطور التالية نذكر ثلاثاً من القرى التي اشتهرت بامتلاكها لتاريخ وتراث
عريق والتي اشتهرت أيضاً بمناظرها الطبيعية الخلابة، ما جعلها ملاذاً معروفاً
وبارزاً بين السكان المحليين وموطناً للهاربين من ازدحام المدن للاستمتاع
بالأجواء والمشاهد الفاتنة. قرية البرزة
تقع قرية البرزة بمحافظة خليص التابعة لمنطقة مكة المكرمة، واشتهرت قديماً
بموقعها الاستراتيجي، حيث اعتبرت مركزاً للبيع والشراء وذلك لقربها من مدينة
مكة المكرمة، كما أنّ سوقها القديم وهو عبارة دكاكين من الطين التي يتوسطها
مسجد ومدرسة، حينها كان بمثابة ملتقىً للتجار، يتبادلون من خلاله تجارتهم وصفقاتهم الخاصة.
واشتهرت أيضاً بالزراعة، حيث يوجد بها ما يزيد عن المائة مزرعة وتعتمد على مياه
الآبار السطحية التي حفرها الأجداد بتعاون بعضهم البعض، وكانت المياة تُستخرج
بواسطة الآلات القديمة «السواني» حتى عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله،
حينها توفرت بعض الآلات الأحدث لاستخراج المياه، وكانت المحاصيل الزراعية تُباع
في القرية لكثرة من يرد إليها، وإنّ وجد فائض يتم تصديره إلى مدينتي مكة وجدة،
إضافةً إلى أنّ أهالي هذه المنطقة اشتهروا بالكرم الشديد حيث لم توجد أسوار
شائكة أو غيرها على مزارع البرزة، فكانت متاحة للجميع من مقيمين وزائرين
وعابرين للمنطقة.
ونظراً لذلك، باتت قرية البرزة اليوم أحد المناطق التي يحرص الكثيرون على زيارتها
ويقف المصورون لالتقاط الكثير من الصور لها، نظراً لما تتمتع به من جمال طبيعي
خلاّب حيث الشلالات والبحيرات والأعشاب والأشجار والأراضي التي تكتسي بالخضرة
ومظاهر الحياة البرية الآسرة. قرية الديسة
تقع قرية الديسة في ملتقى ثلاثة أودية رئيسية في منطقة تبوك وتبعد
عن مدينة تبوك مركز إمارة منطقة تبوك 210 كلم وهي تابعة لمحافظة ضياء.
تُعرف بمناخها المعتدل حيث ترتفع عن سطح البحر 400 متر، وهي أحد مناطق الجذب
السياحي في المملكة العربية السعودية، حيث تتوفر بها كل المقومات التي تلفت
أعين الناظرين، فهي في المقام الأول لوحة طبيعية في غاية الجمال،
وذلك لاحتضانها للجبال الشاهقة المكتسية بالخضرة والأشجار المختلفة
والشجيرات الجبلية العطرية مثل النعناع الجبلي والنخيل ذي الجذوع الطويلة،
وتحيط بها الصحاري والتلال الترابية الذهبية، إضافةً إلى العيون ذات المياه
العذبة التي تنشق من الصخور المحيطة بواديها.
كذلك تُعد الديسة منطقة أثرية، حيث توجد بها بعض القلاع والحصون التاريخية،
وبقايا مستوطنات سكنية قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بوضع
سياج حولها مؤخراً، كما تمّ اكتشاف بعض الكتابات النبطية والعربية المرسومة
بالخط الكوفي على جدرانها. قرية الجوة
تقع قرية الجوة الواقعة في الجنوب الغربي من محافظة العارضة بمنطقة جازان،
وتنفرد هذه القرية بتراثها العمراني القديم وإرثها الحضاري المميز الذي لازالت
تحتفظ به، ما جعلها مزاراً للكثير من هواة التصوير وعشاق الطبيعة والسياحة،
فهي إضافةً إلى ذلك، تُحيط بها الجبال من ثلاث جهات ويتخللها عدة أودية
شهيرة، ويستطيع الزائر الوقوف على أطراف أحد الجبال ليرى مشهداً لن يتكرر،
حيث الغيوم البيضاء والسماء الصافية والمباني العتيقة.
ونظراً لما تتمتع به القرية من أراضٍ خصبة، فإنّ سكان القرية يستثمرون تلك
الأراضي بالزراعة، وتعد القرية المصدر الأول للعديد من الخضروات والفواكه
مثل الباذنجان والطماطم والمانجو وبعض المحاصيل الزراعية الأخرى مثل الدخن والسمسم والغرب الأبيض. |
|
|
|