عليكم بذكر الله تعالى فإنّه دواء، وإياكم وذكر الناس فإنّه داء. ذكر الله عند أمره ونهيه خير من ذكره باللسان . لا خير في صحبة تحجب عن ذكر الله. قوت الأرواح والقلوب ذكر الله علّام الغيوب. إنّ كل ما في هذه الحياه باطل إلا ذكر الله والعمل للآخرة.
إن ذكر الله ليس استحضاراً لغائب، إنّما هو حضورك أنت من غيبة، وإفاقتك أنت من غفلة. القلب يمرض كما يمرض الجسم وشفاؤه بالتوبة، ويصدأ كما يصدأ المعدن وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسد وزينته التقوى. إنّ بيوت الجنة تبنى بالذكر، إذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة
عن البناء. إذا غفل القلب عن ذكر الله دخل الشيطان من باب الغفلة. الذكر والفكر توأمان في تفتيح قلب الإنسان على آيات الله. مجالسة الصالحين تحولك من ستة إلى ستة: من الشك إلى اليقين، من الرياء إلى الإخلاص،
من الغفلة إلى الذكر، من الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة، من الكبر إلى التواضع، من سوء النية إلى النصيحة. أربعة تجلب الرزق، قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره. ذكر الله مسلك إيجابي فعال، يجعل أصحابه رهباناً بالليل فرساناً بالنهار. الذكر يطرد الشيطان ويقمعه، ويرضي الرحمن عز وجل، ويزيل الهمّ والغم عن القلب، ويجلب للقلب الفرح والسرور،