حينَ تَجِنُّ الارض أحبتي ..
حين يحتار الليل ويتلعثم الظلام
فلا ثمنَ لِلروح ...
لا ثمنَ لِلروح المرهقه
ولا ثمنَ للظلام
لا ثمنَ لطعمِ الشَهد
ولا معنى للهفةِ العِناق
فجميع الاحلام حينها ..
تصبح اضغاث احلام
وحينها ايظا ً..
تُمنَعُ الاسئلةُ بأنواعِها
وتُمنَعُ الاماني ..
وأنباءُ الطيور
حتّى روائحُ القتل والقتلى
تُصبحُ نوعاً منَ العُطور
رائحتها كرائحةِ وسائِدِ الأَسرى
كرائِحةِ ديدانِ الأعشاش
كشيءٍ كُنـَّا نَـشـتـاقـُه ..
لكنَّهُ مَحظور حينَ تَجِنُّ الارض أحبتي ..
يُصبحُ الصَمتُ كالمُطُر
تُفضَحهُ النَوافِذُ والاعشاب
وتَكشِفُ اسرارَه ..
ويَباتُ في خَطَر
ويصبِحُ الصُراخُ كَنبيذِ الجُثـَث
مُعَتـَقٌ في عَراءِ المُعجـِزات
مِرساتُهُ عالقةُ في صَخر
يَحضُنُ الذُعرَ ويَبكي ..
ولا يَرحَمه مِنَ الذُعر إلا ..
مَزيدٌ مِنَ الذُعر
فيرمي هُمومَهُ بَينَ امواجِ انقاضِه
ويتوهُ في خِلجانِ أنصافِ أحزانِه
وتَـقـطـُرُ أشعارُهُ السُهدَ والرَعد
ويَستَقطـِرُ الصَفـحَ والعَفو ..
وَتَرتَسِمُ بَينَ اجفانِهِ العَنيده
صُوَرٌ مِن حَياته ..
وصورَةُ قـَبــر حينَ تَجِنُّ الارض أحبتي ..
نَتـَهَجّى حُروفَ ضَعفِـنا
وتَـتَهَجّانا خَفافيشُ قـُوَّتِنا
فَـنَسرِقُ مِن بوذا لَعنَـتـَه
ومِن مُضغَـةِ الـّلعـنَـه
تَرتَسِمُ شَهوَتُـنـا
كَأنّها عَقربٌ يَمتَطي النـَّدَم
او حُزنٌ أخـزاهُ قِدَمُ العَدَم
وأقصاهُ مِن ضوءِ خَطيئَتِه
وبينَ عَيّنَيهِ ارتَسَم
أشباحُهُ كاستِهتارِ حُرِّيَةٍ مَجنونَه
تَحتَضِرُ بَينَ الشَمس ..
وبَينَ بَقايا الألـَم
فـَتـَربـِضُ خَلايا البَراءةِ كَكابوس
تُراوغُ إلــه المُستحيل
وَتَصنَع لَهُ مِنَ الخَطايا .....
الوفَ التَماثيل
حينَ تَجِنُّ الارض أحبتي ..
حينَ تَجِنُّ الارض ...
تبدو حِكايَتـُنا كَحِكايةٍ مُجَوَّفـَه
تَلبِسُ وَجهَ القَدَر كَنـِقاطٍ حائِره
تائهة بينَ دوائرِ اليَقظه
وبينَ بعضِ احكامٍ جائرَه
أصدَرَها عالـَمٌ مُستَـنسَخ ..
عالـَمٌ يتـَنَفَسُ العُنف
ويَسعُـلُ الخِـزي
بـ قلم : رانيا عمران
( رحمها الله ) .