حتفلنا قبل أيام باليوم العالمي للغة العربية، وكنتُ أعتقد أن هذا اليوم سيمرُّ مرور الكرام، ولن يعلم به أحد بسبب طغيان الاهتمام باللغات الأخرى وتعلمها بحكم أنها لغة العلم والتطور والتكنولوجيا، وهذا من الأمور الطبيعية على مَرّ التاريخ، التي تصاحب بروز لغات قوى العلوم والصناعة.. لكن -ولله الحمد- كان اعتقادي خاطئًا.
لغتنا العربية حفظها الله بالقرآن الكريم؛ وهو ما أعطاها حضورًا كبيرًا على مرّ العصور إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.. ولكن هل ما زالت حاضرة في أذهان أبنائنا وبناتنا، يتداولونها في منتدياتهم، ويتحدثون بها في متطلباتهم كافة بحكم سيطرة وحضور بعض اللغات، منها اللغة الإنجليزية التي أصبحت لدى الكثير شريكًا مهمًّا للغته الأم، وربما ينطق الجملة بالعربي، ويُتبعها بالإنجليزي، وهكذا، معتقدًا أن ذلك من سُبل التطور والتقدم.
لحسن الحظ أن اعتقادي في غير محله عندما رأيتُ احتفال الكثير من الجهات لدينا بهذا اليوم، والاحتفاء به مستذكرين الكثير من العبارات المهمة لخادم الحرمين الشريفين عن أهمية اللغة العربية، وضرورة العناية بها، وكذلك بعض العبارات التي تحثُّ على الاهتمام بهذه اللغة وتعليمها للنشء، وتعويدهم عليها.
قرأتُ بالتزامن مع هذا الموضوع إضاءة مهمة، تحمل الكثير من المبشرات للحفاظ على هذه اللغة، تتمثل في توجيه الأمير فيصل بن خالد بن سلطان أمير منطقة الحدود الشمالية لجامعة الحدود الشمالية بدراسة مشروع نادي (ضادنا) الافتراضي كمنصة تفاعلية، تحفز وتمكِّن أبناء المنطقة -وبالأخص الأطفال والشباب- من تعلُّم قواعدها وفنونها وجمالياتها، بما يثريهم لغويًّا، ويعزز قدراتهم على الكتابة بشتى أنواعها، والقراءة، والخطابة، والتعبير لجميع المجالات الأدبية والعلمية والتكنولوجية.. مؤكدًا أهمية إطلاق مشروعات تهتم بهذه اللغة، وتعزز وجودها محليًّا ودوليًّا، بما يزيد من انتشارها، والفخر والاعتزاز بها، وخصوصًا أنها اللغة التي اختارها الخالق سبحانه وتعالى لكتابه الحكيم.
شكرًا سمو الأمير؛ كفيت ووفيت.. وأتمنى أندية مماثلة في مناطق السعودية كافة، تتبناها الجامعات السعودية
عبدالرحمن المرشد