بالرغم من أنه راتب، يعني (ثابتًا)، إلا أنه قد يقلب حياة الشخص "فوق تحت".. قد يستيقظ الموظف ليلة الراتب عشر مرات حتى ظهور خيوط الفجر الأولى؛ ليتأكد هل نزل الراتب في الحساب أم تم إيقافه لنفاد العمر الوظيفي؟
الخوارزميات التي يغذي بها نظام الموارد البشرية جعلت الراتب بالميلادي، وطي القيد بالتقويم الهجري.. وهنا نريد تأكيدًا من وزارة الموارد البشرية، أيُحال الموظف إلى التقاعد أول يوم بلوغه الستين أم نهاية السنة التي بلغ فيها الستين؟
قرار إيقاف راتب الموظف معناه توقُّف دورة حياته؛ لذلك يستحسن يكون بصلاحية عليا تنظيميًّا. لقد كاد يسقط قلبي يومًا بين قدمَيّ عندما توقَّف راتبي في عز الجائحة.. المتقاعد يحلم طوال الليل بتلك الماكينة التي تجز بدلات راتبه، كما يجز الراعي صوف أغنامه، كأن لم يغنَ بالأمس!
لقد كشفت دراسة أمريكية أن خفض الأجور في العمل قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20 % تقريبًا، في حين أن الحصول على زيادة في الراتب قد يحميك من أمراض القلب والسكتات الدماغية..
لقد أوضح الباحثون بمستشفى بريجهام بجامعة هارفارد أن خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية ارتفع بنحو 20 % بالنسبة للرجال والنساء الذين انخفض دخل أسرهم، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
النتائج التي تم التوصل إليها يمكن أن تؤدي إلى زيادة اهتمام الأطباء بالظروف المالية للمرضى أثناء فحوصات أمراض القلب.
كما وجدت الأبحاث السابقة أن أولئك الذين ارتفعت رواتبهم كانوا أقل عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 14 %، لكن المشاركين الذين انخفض دخلهم فعليًّا كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 17 %. فهناك العديد من الآليات الأخرى التي يمكن أن تعرّض الشخص الذي خُفض راتبه لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل العوامل الاجتماعية التي بدورها تشكّل جزءًا مهمًّا من خطر إصابة شخص ما بأمراض القلب والأوعية الدموية..
"عض قلبي يا مديرنا ولا تعض راتبي".. نناشد أصحاب القرار والمعنيين بجودة الحياة تتبُّع خيوط الدراسة، ثم منحها مزيدًا من العناية لدواعٍ اقتصادية
صحيفة سبق الالكترونيه