الكثير منا يعرفون ذلك الشخص الذي يحترف رمي السهام والمواجهة في السيف، وهو الذي يعود إلى زمن التراث الإنجليزي، كما وكان يتميز هذا الرجل بأنه يسرق من الأغنياء ويُعطي الفقراء، لكن الحقائق حول شخصيّة روبن هود لا تزال قليلة وغير واضحة.
حقائق عن الأسطورة روبن هود روبن هود كان شخصاً حقيقياً أطلق الاسم المستعار “روبن هود” على المجرمين الصغار بداية من منتصف القرن الثالث عشر، وقد لا يكون من قبيل الصدفة أن اسم روبن يشبه الكلمة الإنجليزية “robbing” التي تعني السرقة. وصحيح أن روبن هود صور في التراث الإنجليزي على أنه شخصية غير واقعية، إلا أنه بطل حقيقي شهدت حياته الكثير من التحولات بين النجاحات والإخفاقات. وكان هناك رجال كثير ينتهجون نفس نهجه في توزيع الثروات وفق مفهومهم، وكانوا محل إعجاب كبير لدى الطبقة المضطهدة من الفلاحين والعمال، لكن الشخص الذي ألهمت أعماله وسرقاته أسطورة “روبن هود” لم يكن يطلق عليه هذا الإسم في الحقيقة وخلال حياته، فقد كانت شخصية حقيقية باسم مستعار.
عاش في عهد ريتشارد قلب الأسد كان روبن هود يُصور غالباً على أنه عدو للأمير الطموح جون وحليف شقيقه، ريتشارد الأول المسجون (1189-1199). لكن كتَّاب أسرة تيودور في القرن السادس عشر كانوا هم أول من سطروا هذه الرواية. وربطوا هود -وهو ربط غير مقنع على الإطلاق- بواحد من الأشخاص الكثيرين الذين أطلق عليهم اسم “روبن هود”، وقُتل هذا الشخص في مدينة إيفيشام الإنجليزية عام 1265، إلا أن هود الحقيقي لم يكن بينه وبين هؤلاء الملوك خصومة.
كتب المؤرخ الإسكتلندي جون ميجور في عام 1521: “لم يكن روبن يسمح بأن يحدث أي ضرر للمرأة، ولا يستولي على سلع الفقراء، بل ساعدهم بسخاء عن طريق ما كان يأخذ من رؤساء الدّير”. كان روبن مستعداً لإقراض كل من يمر بأزمة مالية عن طريق توزيع الأموال بين الفلاحين أو عن إعادة تنظيم المجتمع لصالحهم. كان رجلاً نبيلاً محروماً من حقه، وكان إيرل هنتنغتون أشيع عن روبن أنه كان من صغار الملاك، ومواقفه نابعة من طبقته الاجتماعية، ونشأت هذه الفكرة من جون ليلاند، الذي أشار إلى ثلاثينيات القرن السادس عشر، إلى روبن باعتباره من الشخصيات النبيلة ولكنه خارج عن القانون، بمعنى أنه في كل الاحتمالات كان يتمتع بمبادئ سامية.
وفي عام 1569، زعم المؤرخ ريتشارد غرافتون أنه وجد دليلاً في “كتيب عتيق” على أن روبن “قد ترقى إلى منزلة إيرل “وهو لقب كان يمنح للنبلاء” بسبب “رجولته وشهامته”، وهي فكرة انتشرت في وقت لاحق من قبل أنتوني مونداي في مسرحيتيه “The Downfall of Robert, Earl of Huntington”، و”The Death of Robert, Earl of Huntington”، وكلتاهما كتبت في عام 1598. وفي عام 1632 ذكر الفنان مارتن باركر في أغنيته “A True Tale of Robin Hood”، أن الخارج عن القانون الشهير، روبرت كان “إيرل هنتنغتون”، وهنتنغتون هي مدينة تقع في مقاطعة سيباستيان بالولايات المتحدة. دُفن في دير Kirklees السيسترسي في مقاطعة يوركشاير الإنجليزية ويمكن رؤية قبره هناك اليوم وفقاً للأسطورة، ذهب روبن إلى دير كيركليس بريوري لتلقي العلاج الطبي (وتاريخ ذلك ليس معروف)، وقد تعمدت رئيسة الدير جعله ينزف الكثير. رمى روبن سهماً يشير إلى المكان الذي يريد أن يدفن فيه وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة، ومع ذلك، يُعتقد أن رئيسة الدير دفنت روبن على جانب الطريق في مقابر قطاع الطرق والسارقين. وعلى قبره، وضعت رئيسة الدير حجراً حفرت عليه أسماء روبرت هود، وويليام غولدسبورو، وغيرهما. والسبب وراء دفنها له هناك أنها أرادت أن تجعل موته عبرة ليراه الغرباء والمسافرون ويعرفون أنه مدفون هناك وأن أسطورة السرقة قد انتهت، فيشعرون بالأمان ويكملون طريقهم.