تمرين شفاء الجروح العاطفيّة بالحبّ اللّا مشروط :
فكّر بحدثٍ هامّ مرّ في حياتك في الماضي، بموقفٍ أو شخص (بما في ذلك نفْسك)، حيث اختبرْتَ شُحنةً عاطفيّة سلبيّة (غضب، خوف، عار، غيرة، كره، غيظ، قلق، توتّر، إلخ…) أو تعرّضْت لأذى أو ظلم أو صدمة. ثمّ راقب ببساطة ما يطفو على السّطح.
لا تُقاوِم ولا تَحْكُم. شاهِد ما تختبره فقط، ما تشعر به وما تتذكّره.
بعد مرور لحظاتٍ قليلة، أخبِرْ نفْسك: “وأنا أحبّ أنّ هذا الأمر قد حدثَ لي”، (سيساعدك قوْل هذه الكلمات بصوتٍ مرتفع)، ثمّ اسمح لنفْسِكَ بالانتقال إلى حالةٍ تشعر فيها حقاً بالحبّ داخل جسدك لنفْسِكَ، للظّرف أو الموقف أو التّجربة التي مرَرْتَ بها، أو لأيّ شخص شاركَكَ التّجربة.
اسمَحْ لنفْسِكَ باختبار هذا الشّعور حقًّا، وغُص في قلبِ تجربة صادقة تحوي إحساس الحبّ، إذ أنّ هذا الإحساس أساسيّ لأجل نجاح التّمرين.
كلّما تعمَّقَ إحساس الحبّ، اسمَحْ لنفْسِكَ بأن تشعر بالغفران لنفْسِكَ، للموقف أو الظّرف أو التّجربة التي مرَرْتَ بها، أو لأيّ شخصٍ شاركك التّجربة.
كلّما غُصْتَ بعُمقٍ في قلبِ تجربةٍ صادقة من الحبّ والغفران، فسوف تُعاد بَرمَجَة الطّريقة التي يستجيب جهازك العصبيّ من خلالها، وتُداوي الجرح العاطفيّ المُتعَلّق بالحدث أو التّجربة، بشكلٍ دائم.
العواطفُ ليست ثابتة، إنّها تتبدّل وتتغيّر في لحظة، وهذا التّمرين يسمح لنا بإعادة برمجة كيفية اختبار جهازنا العصبيّ للذّكريات القديمة، فيُحوّلها من ذكريات مؤلمة إلى ذكريات ينظر إليها نظرة حياديّة أو حتّى مُفْرِحة.
لِتُنْهِ التّمرين بدقيقةٍ تتأمّلُ فيها وتراقب ما الفائدة التي جَنَيْتَها من هذه التّجربة، والتي لربّما أغفَلْتَها سابقًا.
حقًّا، تحدّى نفْسَك في سبيل أن تنظرَ لهذه التّجربة بعينيْن جديدتيْن، وتكتشفَ أشياء إيجابيّة لعلّك لم تتمكّن من رؤيتها سابقًا.
هذا الأمر سيُساعِد في إعادة برمَجة عقلك وجهازك العصبيّ لتحويل بصمة التّجربة بداخلك من شيءٍ سلبيّ إلى شيء إيجابيّ.
ومرّة بعد مرّة، عندما تبدأ بلقاء ومواجهة جميع الاستجابات المَبنيّة على العواطف السّلبيّة والخوف، بالحُبّ، فإنّك تقوم فعلياً بتدريب جسدك وعقلك للتخلّص من تأثير التّجربة القديمة.
سوف تغدو هذه التّقنيّة أسهل بمرور الوقت، والكثير من النّاس سوف تبقى مُتَحمّسة للمتابعة حتّى بعد اختبار التفريغ والتّحرير العاطفيّين اللّذين يختبرونهما بعد جلسةٍ واحدة.
سوف تشعرُ بنفْسِكَ تتطوّر حقًّا، وعلى الأغلب أنك ستختبر تحوُّلات إيجابيّة عظيمة في حياتك، في مزاجك وصحّتك حتّى بعد جلسة واحدة.
واظِبْ على ممارسة التّمرين إنْ وجدْتَهُ صعباً بادىء الأمر، إذ ربّما تحتاج عدّة محاولات قبل أن تتمكّن من الغوص داخل مساحة من الحبّ الصّادق. لا تنسَ أنّك تعمل على فكّ برمجة سنوات وربّما عقود من القَوْلَبة العاطفيّة