أبو
أيوب الأنصاري
هذا الصحابيُّ الجليلُ
يُدْعَى
خالدَ بنَ زيدِ بنِ كُلَيبٍ
من بني النجَّار.
أمَّا كُنْيَتُه
فأبو أيوبَ
وأما نِسْبَتُهُ
فإلى الأنصار.
ومن مِنَّا
مَعْشَرَ المسلمين
لا يعْرفُ
أبا أيوبَ الأنصاريَّ؟!
فقد رَفَعَ اللّهُ
في الخافِقَيْن
ذِكْرَه
وأعْلَى في الأنامِ
منزلته
ولِنُزولِ الرسول ﷺ
في بيتِ أبى أيوبَ
قِصَّةٌ
يَحْلو تَرْدادُها
ويلَذّ تكْرارُها.
ذلك أنَّ النبيَّ ﷺ
حينَ بَلَغ المدينةَ
تلَقتْه أفْئِدَةُ أهْلِها
بأكْرَم ما يُتَلَقَّى به وافدٌ...
وَتَطَلَّعَتْ إليه عيونُهم
تَبُثُّه شوقَ الحبيبِ
إلى حبيبه...
وفتحوا له قلوبَهم
ليحلَّ مِنْها في السُّوَيداءِ...
وأشْرَعوا له
أبوابَ بيوتِهم
لِيَنْزِلَ فيها أعزَّ مَنْزِل.
لكنَّ الرسول ﷺ َ
قَضَى في قُبَاءَ
(من ضواحِي المدينةِ)
أيَاماً أربعةً
بَنَى خِلالَها مَسْجِدَه
الذي هو
أولُ مَسْجِدٍ
أسّس على التَّقْوى.
ثم خَرَجَ منها
راكِباً ناقَته..
فَوقَفَ ساداتُ يثربَ
في طريقها..
كُل يريدُ أن يَظْفَرَ
بِشَرَفِ نزولِ الرسولﷺ
في بيتِه...
وكانوا
يَعْتَرِضون الناقَةَ
سَيِّداً إثْرَ سيِّدٍ..
ويقولون:
أقم عندنا يا رسول اللّه
في العَدَد والعُدَد والمَنَعِة
فيقولُ لهم:
دعوها فإنَّها مأمُورَة..
وتظلُّ الناقَةُ تَمْضِى
إلى غايتِها
تَتْبَعُها العيونُ
وتَحُفُّ بها القلوب...
فإذا جازَت منزِلاً
حَزِنَ أهلُه !!
وأصابَهُمُ اليأسُ !!
بينما يُشْرِقُ الأمَلُ
في نفوسِ من يليهم !!
وما زالَتِ الناقةُ
على حالها هذه
والناسُ يَمْضُون
في إثْرِها
وهُمْ يتلهَّفون شَوْقاً
لمعرفةِ السَّعِيدِ المحظوظِ !!
حتَّى بلغتْ
ساحَة خَلاءً
أمامَ بيتِ
أبى
أيوب الأنْصاريِّ
وبَرَكَتْ فيها...
لكِنَّ الرسولَ ﷺ
لم ينزِلْ عنها...
فما لَبِثَتْ أن وَثَبَتْ
وانْطَلَقَتْ تَمْشِى
الرسولﷺ
مُرْخ لها زِمامَها
ثم ما لبِثَتْ
أنْ عادَت أدْراجَها
وبَرَكَتْ في مَبْرَكِها الأوَّلِ.
عند ذلك
غَمَرَتِ الفَرْحَةُ
فؤادَ أبى أيوبَ الأنصاريِّ !!
وبادَرَ إلى رسولِ اللّهِ ﷺ
يُرَحِّبُ به !!
وحَمَلَ مَتاعَه بَيْنَ يديه
وكأنَّما يَحْمِل
كنوزَ الدنيا كلَّها !!
ومضَى به إلى بيته...