من طقوس الشقاء في رمضان التعقيد والتشديد على نفسك عند رغبتك في قراءة القرآن ..
فلا تقرأ حزبك من القرآن إلا وأنت على وضوء
وبإمكانك قراءته من جوالك بدون وضوء
ولا تقرأ حزبك من القرآن إلا في المسجد أو المجلس !
وبإمكانك قراءته وأنت على سريرك أو سيارتك أو في الممشى ..
ولا تقرأ حزبك من القرآن إلا وأنت متزين بلباس لائق !
وبإمكانك قراءته وأنت لابس لباسك الخاص ببيتك ..
ولا تقرأ حزبك من القرآن إلا كاملاً في جلسة واحدة !
وبإمكانك قراءته متفرقاً حسب ظروفك ولو ثلاث آيات في الجلسة الواحدة ..
هذه التعقيدات مخالفة لنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم
فقد كان لُب اهتمامهم بإتمام حزبهم والعيش مع القرآن في كل أحوالهم ..
وهاك بعض أحوالهم التي تحكي بساطتهم وعفويتهم وامتلاء أوقاتهم بالقرآن في جميع أحوالهم ..
دون طقوس واشتراطات وتعقيدات تصد عن القرآن وتثقلك عن حزبك منه ..
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
يتَّكئ في حجري وأنا حائض، ويقرأ القرآن"
وفي رواية: "يقرأ القرآن ورأسُه في حجري"
فلا مجال لتعقيد التلاوة ...
وصح أن معاذاً سأل أبا موسى الأشعري رضي الله عنهما كيف تقرَأُ القرآنَ ؟
فقال:
أقرَؤُه قائمًا وقاعدًا وعلى فراشي أتفوَّقُه تفوُّقًا
أي: لا اقرأه دفعة واحدة بل أفرقه على أوقات متفاوتة
فلا مجال لتعقيد التلاوة ...
وفي المصنف عن عائشة رضي الله عنها قالت:
إني لأقرأُ حِزْبي وأنا مضطجعةٌ على السرير
فلا مجال لتعقيد التلاوة ...
والخلاصة ..
عيشوا مع القرآن في رمضان وغيره في جميع أحوالكم
بعفوية حسب ما يتيسر لكم ..
فليس من طبيعة ديننا التكلف .