الموضوع: لاهنت يا دمعي
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30 - 4 - 2021, 01:22 PM
الاسيرة غير متواجد حالياً
Algeria     Female
مشاهدة أوسمتي
 عضويتي » 478
 جيت فيذا » 10 - 1 - 2021
 آخر حضور » 27 - 7 - 2024 (12:44 PM)
 فترةالاقامة » 1443يوم
 المستوى » $23 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 0.45
مواضيعي » 52
الردود » 601
عددمشاركاتي » 653
نقاطي التقييم » 50
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 2
الاعجابات المرسلة » 0
 الاقامه »
 حاليآ في » في مكان ما على هاته الارض
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
 التقييم » الاسيرة will become famous soon enough
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل water
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله galaxy
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةmax
ناديك المفضل  » ناديك المفضلbarcelona
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور الاسيرة عرض مجموعات الاسيرة عرض أوسمة الاسيرة

عرض الملف الشخصي لـ الاسيرة إرسال رسالة زائر لـ الاسيرة جميع مواضيع الاسيرة

الأوسمة وسام نجم الاسبوع  
/ قيمة النقطة: 0
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
وسام  
/ قيمة النقطة: 127
افتراضي لاهنت يا دمعي

Facebook Twitter
ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



عند مغادرة البيوت العتيقة نأخذ معنا كل الأشياء إلا الأمكنة فحقائبنا لا تتسع للجدران ولا للأمكنة ......
اليوم وأنا أحزم حقائبي لمغادرة البيت القديم كان ضجيجا ما يعلو داخلي فاختلطت علي وجوه وأصوات كل الذين كانوا يوما هنا ورحلوا وكأن السنوات كلها استيقظت بي لتودعني وللسنوات صوت كلما مر العمر بنا ازداد قوة فهل سمع أحدكم يوما نبرة صوت السنوات وهي تناديه ؟؟؟؟
وهل نادت عليكم البيوت العتيقة يوما وأنتم تديرون لها ظهوركم مودعين؟؟؟؟؟
هل سمعتم صوت بكائها ؟؟؟
ولمحتم الجدران تلوح لكم مودعة ؟؟؟؟
هل خيل إليكم أن روحا ما تبث في الجماد فينظر إليكم بحزن مودع؟؟؟
فبعض الأمكنة تتحول عند الرحيل إلى طفل مدلل يتشبث بثوبك وقدميك وقلبك فتصبح خطوة المغادرة أثقل من جبل وكيف لا تستيقظ بنا السنوات عند الرحيل لتودعنا؟؟؟؟
كيف لا تبكي لفراقنا الجدران ؟؟؟
وفي الجدران خبأنا العمر كله إلا قليلا فنحن حين نغادر القديم لا نغادر مجموعة من الطوب صفت بيد بناء محترف ولا نغادر أحواضا من الرمل سرقت شمس الزمن صفرتها ...
ولا نغادر مجموعة من الأشجار المسنة التي طالت حتى شاخت فنحن حين نغادر البيوت العتيقة لا نغادر جزءا من مكان نحن نغادر جزءا من عمر فجدران البيت العتيق ككتاب العمر وحين نرحل نترك الكتاب مفتوحا بلا أغلفة ونترك بين طيات الكتاب من التفاصيل الكثير....
وهنا سأترك طفلة بضفائرها طفلة كانت تتسمى باسمي وتشبهني كثيرا إلا أنه لم يكن للحزن بها وطن هنا سأترك لعبتي التي دفنتها في الرمل منذ سنوات خشية أن تهديها والدتي ذات عقاب لابنة الجيران هنا سأترك بيوت الرمل التي لم تكن مجرد ماء ولا طين كانت نماذج مصغرة لأحلامي فمن الطين صنعت منزلي ، ومن الطين صنعت فارسي ، ومن الطين صنعت أطفالي ، ومن الطين صنعت بخيال الطفلة كل أبطال حكايات جدتي...
صنعت عروسة بحذاء واحد وسميتها ( سندريلا ) وصنعت عروسة بثوب أحمر وسميتها ( ليلى ) وسهرت ليالي طويلة كي أصنع حصان المتنبي وخلطت التراب بالفحم كي أصنع عنترة وأصبح لدي مدينة كاملة من الطين .....
وحين كبرت قليلا وربما كثيرا غادرت أحواض الرمل إلى زوايا البيت فلكل زاوية في البيت العتيق في قلبي حكاية فبين الزوايا تنام أحاديث مراهقتي وهمسات أسرار خجلي ...
سكبتها ذات اعتراف أبيض في آذان رفيقات المدرسة ولم أكن أعلم أن آذان رفيقاتي مثقوبة وأن آذان الجدران أوسع من قلوب رفيقاتي ....
وفي زوايا البيت القديمة خبأت كنوزا من تفاصيل العمر خبأت تركة لا تورث فبين الزوايا تتمدد أيامي ويلتحف كالنائم عمري فلكل زاوية ذكرى وحكاية فزوايا رقصت بها فرحا وأخرى رقصت بها ألما وزوايا ضحكت بها وزوايا سهرت بها وزوايا احتضرت بها وزوايا مت بها وزوايا كبرت بها فهل جرب أحدكم أن يكبر بين الزوايا ؟؟؟؟
وهل جرب أحدكم يوما أن يغادر الزوايا التي كبر بها ؟؟؟؟
ما أصعب وداع الأمكنة فالأمكنة تمرض وراء أصحابها وربما تموت لهذا يخفت النور فيها بعد رحيلهم كثيرا وتبدو المنازل المهجورة كالمرأة المسنة بيضاء الشعر محنية الظهر شاحبة الوجه فالأمكنة تبكي ولكن لا يسمع بكاء الأمكنة إلا إنسان سترت الأمكنة بكاء قلبه يوما ولا يشعر بوهن الأمكنة عند الفراق إلا إنسان سندته عند وهنه جدرانها ....
فان قررتم يوما مغادرة البيوت العتيقة فلا تؤذوا مشاعرها واستتروا من الزوايا وأنتم ترتبون حقائبكم ، استتروا من الجدران وأنتم تجمعون آخر البقايا ، استتروا من الأبواب وأنتم تتجهون نحو باب الخروج
فللبيوت أعين وقلوب .....


الموضوع الأصلي :‎ لاهنت يا دمعي || الكاتب : || المصدر : شبكة همس الشوق

 




 توقيع : الاسيرة


رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .