17 - 7 - 2021, 05:42 PM
|
| | | | | عضويتي
» 342 | جيت فيذا
» 7 - 10 - 2020 | آخر حضور
» يوم أمس (10:38 PM) |
فترةالاقامة »
1538يوم
|
المستوى » $72 [] |
النشاط اليومي » 9.04 | مواضيعي » 1938 | الردود » 11963 | عددمشاركاتي » 13,901 | نقاطي التقييم » 6467 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 126 | الاعجابات المرسلة » 426 |
الاقامه » بريده |
حاليآ في » السعوديه | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية »
مرتبطه
|
التقييم
» | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سبارتي المفضله » | | | |
حاله طارئه
ما أجمل أن يؤدي الانسان خدمة إنسانية لغيره يبتغي فيها وجه الله ولا ينتظر إطراءً من أحد والأجمل من ذالكـ أن تتاح لك الفرصة وليس لغيرك القيام بتقديم هذه الخدمة ..
وقصتنا هذه تدور أحداثها فوق البحر الأحمر قريباً من صحراء سيناء..
انطلقت طائرة من مطار جدة متجهة إلى تركيا في صباح يوم الأحد وعلى متنها ما يقارب 350 راكباً, وكان يمسك بزمامها القبطان أبو عبد الرحمن . وما إن صعدت الطائرة إلى ارتفاع 35ألف قدم حتى أُطفئت إشارة ربط الأحزمة وبدأ المضيفون في عملهم الاعتيادي
في خدمة الركاب والعمل على راحتهم..
واستجابة لنداء القبطان...دق باب غرفة القيادة شاب (إنه المضيف المسؤول عن العناية بغرفة القيادة) , وقال محيياً الجميع :
السلام عليكم يا شباب, أية خدمة؟
جاء مضيف غرفة القيادة وسجل الطلبات ليعود بعد قليل بالمشروبات المطلوبة , في هذا الوقت كانت الطائرة تطير بسرعة تقارب الـ900كيلو متر ودرجة الحرارة الخارجية 45درجة تحت الصفر ومسار الطائرة يتجه إلى الشمال الغربي محاذياً ساحل البحر الأحمر الشرقي على طوله إلى أن يبلغ خليج العقبة ثم يكمل طريقه محاذياً صحراء سيناء من الجهة الغربية , ثم عبر البحر الأبيض المتوسط فوق جزيرة قبرص ثم شمالاً إلى تركيا .
كان الجو هادئاً وكل شيء يسير بنظام والقبطان أبو عبد الرحمن يُقلبُ في الخريطة الجوية التي معه و يتابع خط الرحلة , وأمـا مساعده فينظر من خلال النافذة وهو مستند إلى كرسيه متأملاً جبالاً عالية هائلةً من الغيوم متناثرة هنا وهناكـ ..
وينظر إلى ساعة الطائرة بين حين و آخر ليتأكد من ساعة الوصول.
ولم يكن المهندس الجوي (الرجل الحيوي الثالث) القابع خلفهما بأقل اهتماماً منهما بأمر الرحلة , وهو يراقب عشرات العدادات التي أمامه و يسترق النظر إلى ساعة يده فهو يمني نفسه منذ البارحة بالحلوى التركية المخلوطة بالفستق و النارجيل.
ارتبكـ المسافرون المحيطون لما يرون من محاولات يائسةٍ من محاولات من الأب في إنقاذ ابنه, وزادهم حزناً وشفقة بكاء الأم التي لم تستطع أن تفعل شيئاً ..تداعى بعض المضيفين من ارجاءالطائرة لحل المشكلة فمنهم من قام باستدعاءطبيب عن طريق مكبر الصوت
بنداء موجه للمسافرين ومنهم من حاول ان يساعد الاب بحل تلك الازمة ولكن دون جدوى وجاء رئيس المضيفين بسرعة الى مكان
المشكلة بعد ان بلغه الخبر
ساْل رئيس المضيفين الاب ماالمشكلة
فاْجابه الاب وقد اخذته الرجفة :الولد بلع "ربع" ريال:
اسرع رئيس المضيفين الى القبطان فقد ان الاوان لاخباره لان جميع المحاولات في حل تلك المشكلة قد باءت بالفشل"
الجو هادىء في غرفة القيادة والامور تسير على مايرام والحمدلله
وفجاْة ياتي رئيس المضيفين وقد بدا عليه الاضطراب ويدخل من باب غرفة القيادة ليعلم القبطان ابا عبد الرحمن ان هناك طفلاً يعاني
من حالة اختناق :
ترك القبطان ابو عبد الرحمن الخريطة الجوية التي كان يقلب فيها
كما استدار مساعده اْيمن الى رئيس المضيفين وانقطعت احلام المهندس الجوي في تخيل الحلوى التركية
القبطان :الا يوجد طبيب على الطائرة؟
رئيس المضيفين :لقد اعلنا في مكبرالصوت عن حاجتناالى طبيب
فلم يستجب لنا احد.
القبطان : هل حاولتم بكل الطرق؟
رئيس المضيفين :نعم ولكن دون فائدة
القبطان ابو عبدالرحمن :اعطوه زيادة من الاكسجين عن طريق
القناع ريثمانجد حلاً للمشكلة .وفجاة دخل ابو الصبي غرفة القيادة
وهو يرتجف من ضعف الحيلة والقلق حاملاً فلذة كبده بين يديه
وقد اخرسه هول الموقف وشدة الصدمة وتنحى رئيس المضيفين
جانباً ليؤكد قوله باْن اعطى مجالاً للقبطان ابو عبد الرحمن ان يرى
مشهد الاب وهو يحمل ابنه ،وكان الموقف صعباً حقاً
اب مكفهر الوجه واجم يحمل ابنه بين يديه وقد ازرق منه الوجه
لقلة الاكسجين في دمه وتهدلت يداه كما غارت عيناه الصغيرتان
اللتان قد تحدرت منهما دمعتان صغيرتان من الم المعاناة الشديدة
التي مربها ذلك الصبي وهو الان يسلم نفسه الى ابيه وقد خارت
منه القوى اثار ذلك المنظر في نفس القبطان ابو عبدالرحمن
وقرر القرار الحاسم في تلك المشكلة ..........قائلاً
ارجعوا الى اماكنكم ..سننزل في مطار القاهرة فهو اقرب مطار
لنا الان
قال القبطان ابو عبد الرحمن ذلك وبداْ باصدار اوامره الى بقية افراد الطاقم:
يا ايمن ..اخبر مسؤول مرور القاهرة الان للحالة الطارئة كما التفت الى المهندس
الجوي قائلاً ..اخبر المسؤولين في مكتب العمليات الجوية في مطار القاهرة بوقت وصولنا
والاستعداد لاستقبالنا بسيارة اسعاف وطبيب ..واشرح لهم الحالة التي نحن بها.
وقاد رئيس المضيفين الاب المبتلى الى مقعده بجوار الام البائسة .
صدرت الاوامر وتوزعت المهمات وبداْ كل يعمل في جهته عاد الاب المسكين الى مكانه
وهو يلوم نفسه على اهماله :لقد كنت انا السبب ..ياالله سامحني ..انا الذي اعطيته قطع النقود
ليلعب بها لكي اهديْ من عبثه بين المسافرين واز عاجهم ..ولكني لم اكن اتصور انه سيبتلعها
فهذه اول مرة تحصل .......اما الام فكانت غارقة في دموعها وهي تمسك بالصبي وتقبله
وهو في احضان اْبيه وهي تقول له ""افعل شيئاًالولد يموت
"كفى بالصمت جواباً من الاب لك ايتها الام فالاْب غارقُ في احزانه""
المضيفون اخذوا اماكنهم وهم مشفقون لحال ذلكما الابوين ولكن ليس من حيلة
وبينما المهندس الجوي يقوم باتصلاته مع مكتب العمليات الجوية .كان المساعد ايمن قد حصل
على اذن بالنزول في مطار القاهرة حيث انه نظراً لحالتهم الطارئة فقد اعطوا الاولوية في الهبوط
كان القبطان ابو عبد الرحمن ممسكاً بزمام الطائرة وهو يقودها من ارتفاع 35الف قدم عبر الغيوم
القليلة انعطف بالطائرة يساراً وكان المهندس الجوي يعمل بجد ونشاط على لوحة العدادات التي امامه
ليعدها للهبوط فاْجهزة الضغط يجب ان تغير من الضغط داخل الطائرة شيئاً فشيئاً..وكذلك كمية دفع
الهواء اللازمة عبر المكيفات كما انه لم ينسى ملاحظ العدادات التي امام القبطان ابو عبدالرحمن
والتي تعني بقوة دفع المحركات عندما قال المهندس .وهو يعيد قراءته على عدادات الوقود وكمياتها
المستهلكة :قبطان ...ان وزننا عند الهبوط سيكون اكثر من الوزن الاقصى ب10اطنان
القبطان ابو عبد الرحمن وهو ينظر الى لوحة عدادات الوزن والوقود التي امام المهندس
اذاًيجب علينا ان نتخلص من 10اطنان من الوقود
المهندس ..يهز راسه موافقاً ..........صدقت
القبطان ابو عبد الرحمن .ملتفتاً الى مساعده ايمن :اطلب من مدير حركة المرور مساراً غير المسارات
الجوية لكي نلقي ب10اطنان من الوقود في الهواء
وبداْت تلقي بالوقود خارج خزانات الاجنحة عبر الصمامات الخاصة بذلك
وبينما كانت الطائرة العملاقة تسبح نازلة في الهواء كحوت ضخم هابط من السماء كانت تدور في صدر
قبطاننا ابو عبد الرحمن ذكريات لها اثر في نفسه فمنظر ذلك الصبي الصغير وعيناه الدامعتان قد حرك
فيه حنان الابوة وشعر بما يشعر به كل اب يرى فلذة تضوى امامه كشعلة شمعة تخبت شيئاً فشيئاً
فقبل ثلاثة اشهر فقد ابو عبد الرحمن ابنه في حادث سيارة
بداْت الطائرة تقترب من الارض فهاهي مدت جنيحاتها الخلفية وانزلت عجلاتها استعداداً للهبوط
هبطت الطائرة بسلام كانت سيارة الاسعاف جاهزة بالاطباء والممرضين الذين التفوا حالاً حولها
وحالما فتح باب الطائرة اذا بالسلم يرتقيه الاخوة المصريين وبسرعة انزلوا الصبي الى سيارة
الاسعاف حيث كان الطبيب جاهزاً للكشف عليه.
وبعد ثلاث دقائق فقط كانت قطعة النقود خارج حنجرة الصبي في يد الطبيب الذي اخرجها بملقط
تهلل الجميع فرحاً بنجاة الصبي الصغير ثم رافقاه والداه الى المستشفى لاكمال الفحوصات
وبينما كان الابوان حول ابنهما الذي تمدد فوق سرير المستشفى سعيدين فرحين شاكرين لله نعمة نجاة الابن
كان القبطان ابو عبد الرحمن لايقل عنهما سعادة وهو على ارتفاع 35الف قدم مرة اخرى وهو يحاذي
الحدود القبرصية فوق البحر المتوسط وقد قدم خدمة انسانية لن ينساها طول عمره ولن ينساها
الابوان, ولكن هل سيذكرها الصبي ؟ "الله اعلم
قصة حقيقية من مواقف طيار
| | عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من
اجل منتديات شبكة همس الشوق يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا . | |