القران الكريم ومفهوم الزمن
إنّ مفهوم الزمن يتحدد من خلال الشمس والقمر ولولاهما لم يكن للزمن حسابيمنع
قال الله تعالى: "الشمس والقمر بحسبان" (الرحمن 5 )
"هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب" (يونس 5)
فحركة الأرض حول الشمس وحول نفسها هي التي تحدد اليوم والسنة، بينما يُحدد الشهر عن طريق حركة القمر حول الأرض. ونتيجة وجود الشمس والقمر يحسب الزمن، قال الله تعالى:
"وسخر لكم الشمس والقمر دائبين" (ابراهيم 33)
ويحسب الشهر الشمسي عن طريق تقسيم السنة الشمسية على (12)، بينما تحسب السنة القمرية عن طريق جمع أيام (12) شهر قمري، قال الله تعالى:يمنع
"إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله" (التوبة 36).
ومن خلال آيات القرآن الكريم نجد أنّ الحياة على الأرض على مرحلتين: الأولى والآخرة.
قال الله عز وجل: "وإنّ لنا للآخرة والأولى" (الليل 13)
تبدأ الحياة الأولى بوجود الشمس والقمر وتنتهي بنهايتهما. قال تعالى:
"وإذا الشمس كوّرت" (التكوير 1)
"وخسف القمر وجمع الشمس والقمر" (القيامة 8-9).
وبالنسبة لمتعة النور والإضاءة الطبيعية في المرحلة الأولى تستمد من الشمس والقمر، بينما تستمد في الآخرة من نور الله تعالى.
قال عز وجل: "وأشرقت الأرض بنور ربها" (الزمر 66).
أما بالنسبة للزمن في الآخرة والله أعلم فليس للشهور والسنين معنى، بل تبقى هناك الأيام والأحقاب ، والحقب هو زمن هائل كما هو معروف لغوياً. قال سبحانه وتعالى: " لابثين فيها أحقاباً" (النبأ 23)
وآيات القرآن الكريم ركزت على مفهوم اليوم. قال الله تعالى:
"يؤمنون بالله واليوم الآخر" (آل عمران 114)
وفي الحياة الأخرى كما في الأولى فالليل والنهار لكل منهما متعته. قال تعالى:
"ومن آياته الليل والنهار" (فصلت 37)يمنع
وفي الحياة الأخرى يبقى وجود الليل والنهار. قال تعالى:يمنع
"جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنّه كان وعده مأتياً. لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً. تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً" (مريم 61-62-63)يمنع
ملاحظة -1-
إنّ زمن اليوم في الآخرة والله أعلم على مقدار زمن اليوم الحالي. قال تعالى:
"قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً" (البقرة 25)
ملاحظة -2-
هناك زمن عند الله تعالى يمكن للعقل البشري أن يدركه عن طريق حساب سرعة الضوء. قال الله تعالى:
"إنّ يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون" (الحج 47)
ملاحظة -3-
وهناك زمن لا يمكن للعقل البشري أن يدركه. قال تعالى:
"وتعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" (المعارج4)
ومن الصور البلاغية الجميلة في القرآن الكريم عن الزمن قوله تعالىيمنع
"ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة " (الروم 55)