رِقّةُ الفَجْـرِ في اختيـالِ الوُرودِ
وَصْفُ رِيـمٍ عن الظِّباءِ شَرودِ
حُلُمٌ أنتَ أم رَسـولُ خيــالٍ
ألهبَ الوَجْدَ بعدَ طُـولِ خمودِ ؟
صوتُ رُوحِ الهَوى ورُوحُ قَصيدي
مُلهِمُ الشعرِ في زَمـانِ الجُمودِ
لا تَلُمني إذا بَثَثْـتُ هَـوايَ
خانني الصَّبرُ واستكانتْ سُدودي
عِشتُ دهري أُغالِبُ الحُبَّ لكن
أفلتَ الشِّعرُ مِن عِقالِ القُيـودِ
أَيُطِيـقُ الهَزارُ صَمْتَ قبــورٍ
أم يَذودُ العبيرَ رَوضُ الـورودِ ؟
يَالَسَعْدِي وقد شَمَمْتُ شَذاكم
نَفحُه المُستطابُ عن ألفِ عُودِ!
قَدَرُ الحبِّ أن أعيش شريـدا
أسألُ الرَّسْمَ عن شُهودِ العُهودِ
وأراعي النُّجـومَ ليـلاً طويلا
أَيُنِـيرُ السَّماءَ نَجْـمُ السُّعود ؟!
وأرى السُّحْبَ تَزْحُمُ الأفْقَ لكنْ
لا أرى قطُّ غيرَ ضحكِ الرُّعودِ
وأرى الرَّوضَ يَستحِيلُ هَشِيـما
وطُيـورَ الحياةِ حَشْوَ اللُّحـودِ
طَبعُك الخُلْفُ والوفـاءُ جَنيبي
كـم تمنّيتُ منكَ صِدقَ الوعودِ
هِمْتُ في حبّها زمـانيَ حتّى
أسبلتْ دمعَـها عيـونُ الحسودِ
مالها عن وِصـالنا قدْ تجافَتْ
أثَـوابُ المحبِّ نارُ الصُّـدود ؟
د. جاسم الفهيد.