اذكريني عند ما يصحو السَّحَرْ وتُناغي الأيكَ* حبّاتُ المطَرْ
وتهبُّ الطيرُ مِن أوكارهـــــــــا تنثُرُ البِشْرَ على دنيا البَشَرْ
واذكري حبّاً رعيناهُ معـــــــــاً كان طُهْراً كان رَوْضاً مِن زَهَرْ
كم تهادينا رياحيـــــــــنَ الهوى وسكِرنا من أحاديث السَّمَـــــــر
وجرينا في طريــــــــــــق حالمٍ لم نخفْ شَوكاً ولم نخشَ العَثَرْ
ونسجنا الشِّعر لحناً ساحراً أطرب النَّجـــــــــمَ فغنّى للقمرْ
أصفا العيــــشُ لقلبي ساعةً فخلتْ دُنياي من شَوْبِ الكدَرْ؟
أمْ تُراهُ كان حُلمـــــاً عابـــــراً هَـزَّ جَفني ثمّ ولّى واندثَــــرْ؟!
لم يدمْ وصْلٌ ولا طابتْ مُنىً مزّقَ الهجرانُ رنّاتِ الوتــــــــــرْ
وطوى البحـــــــرُ شراعاً تائهاً فاسألي الأمواجَ تُنبيكِ الخبرْ
لم تدعْ لي غيرَ ذكراكم هنا في فؤادٍ شفَّهُ طولُ السَّـــــــــــــــهَرْ
سوف يبقى حافظاً عهدَ الهوى إنْ وفى المحبوبُ يوماً أو غدَرْ!
* الأيك :الشجر الملتف.
د. جاسم الفهيد.