«كلٍ يهيل الظو صوب قرصه»، وتعددت فيه الألفاظ فيُقال كذلك «كلٍ يهيل الملاله على قرصه».. ويهيل بمعنى يكيل، والملاله هو الجمر الذي يوضع فوقه العجين.
والمثل مستمد من البيئة الصحراوية وحياة البداوة ويكثر استخدامه في بادية الشام فيُقال «كل يدير النار صوب قرصه»، والمراد من توظيف المثل أن كلاً يبحث عن مصلحته الخاصة، ويعمل على توجيه النار باتجاه قرصه أي رغيفه حتى ينضج أولاً، وفي المثل انتقاد لصفة الأنانية، وسلوك تقديم مصلحة الفرد على الجماعة.
ويُقال في اللهجة المحلية مثل آخر يحمل معنى مشابهاً «لا سلمت أنا وناقتي وش علي من رفاقتي»، وفيه سخرية ونقد ممن لا يتحملون المسؤولية الجماعية.
وللبيئة الصحراوية نصيب وافر من الأمثال، التي تجلت فيها عناصر البيئة كالنخلة والصقر والفرس، والمثل البدوي القائل «اللي ما يعرف الصقر يشويه»، يؤكد أن من لا يعرف قيمة الأشخاص أو الأشياء يُسيء استخدامها ومعاملتها، وذلك كان مبدأ أساسياً في التعامل، وقائم على احترام قيمة الأشخاص ومعرفة قدرهم.
ومن يُعطي قيمةً لشيء بال أو غير ذا قيمة هو محل انتقاد في المثل الشعبي، فيُقال «سوا للحشف مجاييل»، والحشف الخلال التالف أو ثمرة النخيل البالية والفارغة، والتي لا فائدة تُرجى منها، والمجاييل مفرد الجيلة أو الكيلة وهي مقياس الوزن الذي يغرفون به ما يتم بيعه من مواد غذائية وحبوب، ويلخص المثال حال من يُعطي قدراً واحتراماً في غير أهله. __________________