أنت والأفكار
هناك من يعلق ذهنه في فكرة محددة دون مبرر، ورغم أن الفكرة انتهت، إلا أنه لا تزال ملتصقة في ذهنه، مستمرة في الظهور، مزعجة وملحة، تدور دون توقف. ماذا تفعل حينها، وكيف تتصرف، سأتحدث سريعا عن ذلك.
أنت لا تملك أن تمنع تلك الفكرة أن تقفز في ذهنك بين فترة وأخرى، لكنك تملك شيئاً آخر وهو عدم الاستجابة لها، وعدم تصديقها، وعدم التفاعل معها، فعندما تقفز في ذهنك أنك ملوّث أو نجس أو خرجت عن الدين، فهذا لا يعني أنك نجس أو ملوّث أو خرجت عن الدين، هي مجرد فكرة لا علاقة لها بالواقع.
التفاعل مع الفكرة الملحّة يزيدها سوءاً ويقصد بالتفاعل معها مثل تكرار الغسيل أو تغيير الملابس أو عدم الدخول بالحذاء للمنزل أو كثرة الصلاة لإثبات أنك لا زلت مؤمن، لا تفعل ذلك، ولا بأس أن يرتفع الضيق لديك، لأنك لم تفعل تلك الممارسات، فهو ضيق مؤقت.
أنت تملك أمرين، الأول قبول تواجد الفكرة المزعجة في ذهنك، والثاني تجاهلها، وهي لن تستمر، مرة أخرى أنت لا تملك زيارة الفكرة لذهنك، لكنك تملك عدم التفاعل معها، والأهم عدم تصديقها.
قم بالتركيز على لحظة الآن، كثير من تلك الأفكار تأخذك إما للماضي لشيء تندم عليه أو للمستقبل لشيء أنت قلق منه، قم بالتركيز على الحاضر بفعل أمور تحتاج منك إلى جهد وتركيز، قم بتفعيل حواسك الخمس، قم بممارسة هواية تأخذ وقتك سواء لوحدك أو مع آخرين.
وأخيراً، لا تلم نفسك، فمثل تلك الأفكار المزعجة التي تمر في ذهنك لست الملام عليها بل أنت مجبر عليها، يقوم الدماغ احيانا بتفاعلات كيميائية عارضة هي خارج سيطرتك، فلا تحمّل نفسك ما ليس لك سيطرة عليه، تسامح مع نفسك.
وفي الحالات الشديدة اذهب للعيادة النفسية |
|
|
|