مراتب الدين
قال المصنف رحمه الله: (وَهو ثَلاثُ مَراتب: (الإسلام) و(الإيمان) و(الإحسان)).
الشرح الإجمالي:
(وهو) أي: دين الإسلام الخاص الذي بُعِث به محمد صلى الله عليه وسلم، له (ثلاث مراتب)
أي: منازل ودرجات، بعضها أكمل وأعلى من بعض، وهي: مرتبة (الإسلام)، (و) مرتبة (الإيمان)
(و) مرتبة (الإحسان)، وأهل دين الإسلام لا يخلو حالهم من إحدى هذه المراتب، وقد ينتقل
المسلم من مرتبة إلى مرتبة أعلى منها، أو أدنى منها على قدر طاعته لله، وأول تلك المراتب الإسلام
وأوسطها الإيمان، وأعلاها الإحسان، ومن وصل إلى العليا فقد وصل إلى ما قبلها، فالمحسن مؤمنٌ
والمؤمن مسلم، وأما المسلم فلا يلزم أن يكون مؤمنًا.
الشرح التفصيلي:
ذكر المصنف فيما سبق تعريف دين الإسلام بمعناه العام، وأراد هنا بيان دين الإسلام الخاص
وهو المراد في قوله: (الأصل الثاني: معرفة دين الإسلام)؛ أي: معرفة دين الإسلام الخاص
الذي بُعث به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، المتضمن لجميع ما أَمر به، ونهى عنه
ودعا إليه، وهذا الدين له ثلاث مراتب، هي:
الأولى: مرتبة الأعمال الظاهرة، وتُسمى الإسلام.
والثانية: مرتبة الاعتقادات الباطنة، وتُسمى الإيمان.
والثالثة: مرتبة إتقانهما؛ أي: عمل الباطن وعمل
الظاهر، وحقيقة هذه المرتبة:
عبادة الله على مقام المشاهدة أو المراقبة، وتُسمى الإحسان.
وهذه المراتب الثلاث يدخل بعضها في بعض، فالإسلام أوسعها دائرة، فهو ينتظم الإيمان والإحسان
وأخص منه الإيمان، وأخص منه الإحسان، والمصنف رحمه الله تعالى ذكر المراتب هنا مجملة، وسيأتي
في كلامه الآتي تفصيلها وبيان أدلتها، ومن أهم مهمات الدين معرفة العبد الواجب عليه
في هذه المراتب الثلاث؛ أي: في إسلامه وإيمانه وإحسانه؛ والواجب منها يرجع إلى ثلاثة أصول:
الأول: الاعتقاد، وجِمَاعه:
علم أصول الإيمان الستة التي ستأتي، والواجب فيه كونه مطابقًا للحق في نفسه.
والثاني: الفعل، والواجب فيه:
موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرًا وباطنًا للشرع أمرًا أو إباحة.
والثالث: الترك، والواجب فيه:
موافقة ترك العبد واجتنابه لمرضاة الله جل وعلا، وجماعه: علم أصول المحرمات
وهي: الخمس التي اتفق عليها دين الأنبياء، وهي: الفواحش، والإثم، والبغي
والشرك، والقول على الله بغير علم، وما يرجع إلى هذه ويتصل بها.
فهذه الأصول الثلاثة من الاعتقاد والفعل والترك، تُبين ما يجب على العبد من الإسلام والإيمان
والإحسان، وتفصيل ما يجب معرفته من هذه الأصول الثلاثة: الاعتقاد والفعل والترك، لا يُمكن
ضبطه لاختلاف الناس في أسباب العلم الواجب.
وأحسن ما قيل في بيان العلم الواجب
هو أن كل ما وجب عليك من العلم وجَبَ عليك تعلُّمه قبل أدائه.
[1] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (47)، وتيسير الوصول
شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (120).
[2] ينظر: شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (130)
وتعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (32).
[3] ينظر: مفتاح دار السعادة، لابن القيم (1/ 444) مطبوعات المجمع
وتعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (32).
[4] الشرح الصوتي: (تعليقات على ثلاثة الأصول)، صالح بن عبدالله العصيمي
برنامج مهمات العلم السابع بالمسجد النبوي 1437هـ. |
|
|
|