الملك نبوخذ نصر الثاني
نبوخذ نصر في مواجهة صدقيا، آخر ملوك يهوذا، who holds a plan of Jerusalem, in a Baroque era depiction in Zwiefalten Abbey، ألمانيا.
يعتبر نبوخذ نصر قائداً عالمياً عبر التاريخ ، كان يستفيد كثيراً باستخدام الشعوب التي يحتلها مستخدماً ذكاءه ، كان يستنفذ كل الإمكانيات البشرية والمادية للشعوب التي يستولي عليها لحد التحكم بحياتهم ،إلا أنه امتاز بالديمقراطية وحرية الفكر وكان يسمح للشعوب المحتلة أن تعبد أصنامها (ألهتها)
وكان يشارك الشعوب طقوسهم الدينية ويحترم ألهتهم ، تعرف على الإله الواحد يوم غزى دولة يهوذا في جنوب فلسطين وقد بارك الله الملك نبوخذ نصر
وكان يقوده من انتصار إلى أعظم ، يعتبر أعظم ملوك بابل وقد اشتهر بلقب مقيم المدن فقد كان فاتحاً للمدن لا غازياً، وقد ساهم في نشر ديانة التوحيد ولكن من نقاط ضعفه إنه ظن نفسه شبه إله وقد دعوه حاشيته لعمل تمثال من الذهب ليسجد له الجميع فأغتر حتى وصل إلى نوبة من الجنون أبعدته عن العرش سبعة سنوات وقد امتاز بأنه يعتمد على مشورة مستشاريه وقد أعترف بمقولته المشهورة "الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس" ولكنه عاد إلى عقله وإلى توحيد الله فكانت الآية التوراتية بحقه "فالآن أنا نبوخذ نصر، أسبح وأمجد وأحمد ملك السماء الذي جميع أعماله حق، وطرقه عادلة، وقادر على إذلال كل من يسلك بالكبرياء "(دانيال 4:37)
حكم نبوخذ نصر ثلاثة وأربعون سنة وقد حلم حلماً إن الله سوف يعاقبه بسبب كبرياءه وبالفعل أصيب الملك سبع سنوات بجنون العظمة فابتعد عن العرش سبع سنوات وعاش في الغابة ولكنه تاب إلى الله فعاد إلى الحكم وتبنى النبي دانيال الملك نبوخذ نصر ودعاه للتوحيد بالله،
قام نبوخذ نصر بغزو القدس عام 605 ق.م قبل الميلاد وتوفي عام 562ق.م قبل الميلاد ومن بعده حكم ابنه عامل-مردوخ عامين من 562 ق.م إلى 560 ق.م
وبعده حكم صهره نريجلاصر لأربع سنوات من عام 560ق.م حتى 556ق.م ثم حكم الملك مردوخ لمدة شهرين عام 556 ق.م
وحكم نبونيدوس من عام 556 ق.م حتى 539 ق.م. وكان النبي دانيال شيخاً يهودياً اعتمده الملك في تفسير أحلامه وكان يغدق عليه الهدايا وكان يفسر الحلم بكامل حقيقته حتى ما لم يتمنى سماعه.

لوحة تصور الملك نبوخذ نصر الثان وهو يصلي لآلهة

الملك نبوخذ نصر الثاني
وفي عهده كانت مدينة شوشان (الواقعة الآن في إيران ) هي العاصمة البابلية الشتوية والتي كانت تسري فيها قوانين حمورابي التي كانت أول قوانين المعروفة في تاريخ البشرية . وقد كان غزو نبوخذ نصر لبني إسرائيل هو تأديب الله لهم لأنهم رفضوا أن يطيعوا الله رغم كل الكوارث التي مرت بهم وعصوا أمر خالقهم.
الإنجازات العمرانية

مبنى عليه نصوص لنبوخذ نصر في بوابة عشتار. وتقول بعض هذه النصوص:يمنع"I (Nebuchadnezzar) laid the foundation of the gates down to the ground water level and had them built out of pure blue stone. Upon the walls in the inner room of the gate are bulls and dragons and thus I magnificently adorned them with luxurious splendour for all mankind to behold in awe."
اشتهر بنشاطاته العمرانية في مدينة بابل بصورة خاصة، فاكمل عمل والده في اعادة اعمارها بعد أن خربت على يد سنحاريب واشوربعل وكذلك تولى عمليات التمرد وقد بنى الجنائن المعلقة في مدينة بابل لزوجته التي كانت تحن إلى موطنها الجبلي وهو العمل الذي قد خلد بجعله أحد عجائب الدنيا السبعة.والمعابد القديمة أعيدت جديدة في صروح في غاية الروعة نصبت لكثير من الآلهة البابلية وكذلك شهدت باقي مدن بلاد الرافدين الكثير من هذه الاعمال مثل بناء ميناء على الخليج العربى بالإضافة إلى تاسيس المدن وبناء التحصينات جهة الشمال.
بناء بابل
أنفق نبوخد نصر ما كان يفرضه على هذه التجارة من مكوس وما كان يجبيه من خراج البلاد الخاضعة لحكمه ، وما كان يدخل خزائنه من الضرائب المفروضة على شعبه- أنفق هذا كله في تجميل عاصمته وفي تخفيف نهم الكهنة: "أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها؟" وقاوم ما كان عساه أن تنزع إليه نفسه من أن يكون فاتحاً عظيماً فحسب. نعم إنه كان يخرج بين الفينة والفينة ليلقي على رعاياه درساً في فضائل الطاعة والخضوع، ولكنه كان يصرف جل وقته في قصبة ملكه حتى جعل بابل عاصمة الشرق الأدنى كله بلا منازع، وأكبر عواصم العالم القديم وأعظمها أبهة وفخامة. وكان نبوبولصر قد وضع الخطط لإعادة بناء المدين ، فلما جاء نبوخد نصر صرف سني حكمه الطويل التي بلغت ثلاثاً وأربعين في إتمام ما شرع فيه سلفه. وقد وصف هيرودوت بابل، وكان قد زارها بعد قرن ونصف من ذلك الوقت، بأنها "مقامة في سهل فسيح، يحيط بها سور طوله ستة وخمسون ميلاً، ويبلغ عرضه حداً تستطيع معه عربة تجرها أربعة جياد أن تجري في أعلاه، ويضم مساحة تقرب من مائتي ميل مربع". وكان يجري في وسط المدينة نهر الفرات يحف بشاطئيه النخيل وتنتقل فيه المتاجر رائحة غادية بلا إنقطاع، ويصل شطريها جسر جميل. وكانت المباني الكبيرة كلها تقريبا من الآجر، وذلك لندرة الحجر في أرض الجزيرة، ولكن هذا الآجر كان يغطى في كثير من الأحيان بالقرميد المنقوش البرَّاق ذي اللون الأزرق أو الأصفر أو الأبيض المزيّن بصور الحيوان أو غيره من الصور البارزة المصقولة اللامعة، ولا تزال تلك الصور حتى هذه الأيام من أحسن ما أخرجته الصناعة من نوعها. وكل آجرة من الآجر الذي إستخرج من موقع بابل القديم تحمل هذا النقش الذي يتباهى به الملك الفخور: "أنا نبوخد نصر ملك بابل". وكان أولَ ما يشاهده القادم إلى المدينة- صرح شامخ كالجبل يعلوه برج عظيم مدرج من سبع طبقات، جدرانه من القرميد المنقوش البرَّاق، يبلغ إرتفاعه 650 قدماً، فوق ضريح يحتوي على مائدة كبيرة من الذهب المصمت وعلى سرير مزخرف تنام عليه كل ليلة إحدى النساء في إنتظار مشيئة الإله. وأكبر الظن أن هذا الصرح الشامخ الذي كان أعلى من أهرام مصر، وأعلى من جميع مباني العالم في كل العصور إلا أحدثها عهداً، هو "برج بابل" الذي ورد ذكره في القصص العبري، والذي أراد به أهل الأرض ممن لا يعرفون يهوه أن يظهروا به كبرياءهم، فبلبل رب الجيوش ألسنتهم. وكان في أسفل الصرح هيكل عظيم لمردُك رب بابل وحاميها. ومن أسفل هذا المعبد تمتد المدينة نفسها من حوله يخترقها عدد قليل من الطرق الواسعة النيرة، وكثير من القنوات والشوارع الضيقة الملتوية التي كانت بلا ريب تعج بالأسواق والحركة التجارية وبالغادين والرائحين. وكان يمتد بين الهياكل القائمة في المدينة طريق واسع مرصوف بالآجر المغطى بالأسفلت يعلوه بلاط من حجر الجير ومجمعات من الحجارة الحمراء تستطيع الآلهة أن تسير فيه دون أن تتلوث أقدامها. وكان على جانبي هذا الطريق الواسع جدران من القرميد الملوّن تبرز منها تماثيل لمائة وعشرين أسداً مطلية بالألوان الزاهية تزمجر لترهب الكفرة فلا يقتربوا من هذا الطريق. وكان في أحد طرفيه مدخل فخم هو باب إستير، ذو فتحتين من القرميد الزاهي المتألق، وتزينه نقوش تمثل أزهارا وحيوانات جميلة الشكل زاهية اللون، يخيل إلى الناظر أنها تسري فيها الحياة. وكان على بعد ستمائة ياردة من برج بابل وإلى شماله ربوة تسمى القصر شاد عليها نبوخد نصر أروع بيت من بيوته. ويقوم في وسط هذا البناء مسكنه الرئيسي ذو الجدران الجميلة المشيدة من الآجر الأصفر، والأرض المفروشة بالخرسان الأبيض والمبرقش، تزين سطوحها نقوش بارزة واضحة زرقاء اللون، مصقولة براقة، وتحرس مدخله آساد ضخمة من حجر البازلت.
وكان بالقرب من هذه الربوة حدائق بابل المعلقة الذائعة الصيت التي كان يعدها اليونان إحدى عجائب الدنيا السبع، مقامة على أساطين مستديرة متتالية كل طبقة منها فوق طبقة. وكان سبب إنشائها أن نبوخد نصر تزوج بإبنة سياخر (سيكسارس) ملك الميديين، ولم تكن هذه الأميرة قد إعتادت على شمس بابل الحارة وثراها، فعاودها الحنين إلى خضرة بلادها الجبلية، ودفعت الشهامة والمروءة نبوخد نصر فأنشأ لها هذه الحدائق العجيبة، وغطى سطحها الأعلى بطبقة من الغرين الخصيب يبلغ سمكها جملة أقدام، لا تتسع للأزهار والنباتات المختلفة ولا تسمح بتغذيتها فحسب، بل تتسع أيضاً لأكبر الأشجار وأطولها جذوراً وتكفي تربتها لغذائها. وكانت المياه ترفع من نهر الفرات إلى أعلى طبقة في الحديقة بآلات مائية مخبأة في الأساطين تتناوب إدارتها طوائف من الرقيق. وفوق هذا السطح الأعلى الذي يرتفع عن الأرض خمساً وسبعين قدماً كان نساء القصر يمشين غير محجبات آمنات من أعين السوقة، تحيط بهن النباتات الغريبة والأزهار العطرة، ومن تحتهن في السهول وفي الشوارع كان السوقة من رجال ونساء يحرثون وينسجون، ويبنون، ويحملون الأثقال، ويلدون أبناء وبنات يخلفونهم في عملهم بعدم موتهم.
الإنجازات العسكرية
لما تآمرت مصر مع أشور لكي تخضع الثانية بابل إلى حكمها مرة أخرى ، التقى نبوخد نصر بالجيوش المصرية عند قرقميش (على نهر الفرات الأعلى) وكاد يبيدها عن آخرها. وسرعان ما وقعت فلسطين وسوريا في قبضته، وسيطر التجار البابليون على جميع مسالك التجارة التي كانت تعبر غرب آسية من الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط |
|
|
|