﴿ والَّذِینَ جَـٰهَدُوا فِینَا لَنَهدِیَنَّهُم سُبُلَنَا ﴾.
علَّقَ سُبحَانهُ الهِدَايَة بالجِهادِ؛ فأكمَلُ النَّاسِ هِدايَةً أعظمُهُم جِهادًا، وأفرضُ الجِهادِ جِهادُ النَّفسِ وجِهَادُ الهوَىٰ وجِهادُ الشَّيطَانِ وجِهادُ الدُّنيا؛ فَمَن جَاهدَ هَذهِ الأربعَةَ في اللهِ هَداهُ اللهُ سُبُلَ رِضاهُ المُوصِلةِ إلىٰ جنَّتِه، ومَن تَركَ الجِهادَ فاتَهُ مِن الهُدىٰ بحَسبِ مَا عطَّل مِن الجِهَاد.
قَالَ الجنيدُ: والذِينَ جَاهدُوا أهواءَهُم فِينَا بالتَّوبَةِ لَنَهدِينَّهم سُبُلَ الإخلَاصِ.
ولَا يَتمكَّنُ مِن جِهادِ عَدوِّه في الظَّاهِر إلَّا مَن جَاهدَ هَذِه الأعدَاءَ باطِنًا؛ فمَن نُصِر عَليهَا نُصِرَ عَلىٰ عَدُوِّه، ومَن نُصِرَت عَليهِ نُصِرَ عَليهِ عَدُوُّه».
[ الفَوائِد لـ ابنُ القيِّم صـ ٨٢ ] |
|
|
|