﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً ﴾.
قَال عَبْدالحَمِيد بْن باديس - رَحِمَهُ اللَّهُ:
إنَّ جَهَنَّمَ هِيَ أَقْبَحُ مُسْتَقِرٌّ وَأَقْبَح مَقَام.
وَأَنَّ الدُّنْيَا هِي مَطِيَّة الْآخِرَة؛ فَمَن سَاء مُسْتَقِرَّةٌ وَمَقَامُه فِي الدُّنْيَا، سَاء كَذَلِك مُسْتَقِرَّةٌ وَمَقَامُه فِي الْآخِرَةِ،
وَإِن مُلَازَمَة الْعَذَابُ فِي الْآخِرَةِ عَلَى قَدْرِ مُلَازَمَة الْمَعَاصِي فِي الدُّنْيَا؛ فَمَن لَازِمِهَا بِالْكُفْر، وَمَاتَ عَلَيْهِ، دَامَتْ لَهُ تِلْكَ الْمُلَازَمَة،
وَمِنْ لَازِمِهَا بِالْإِصْرَار عَلَى الْكَبَائِرِ كَانَتْ لَهُ، عَلَى حَسَبِ تِلْكَ الْمُلَازَمَة؛ فَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يُحْسِنَ مَقَرِّه وَمَقَامُه، وَإِن يَجْتَنِبَ كُلَّ مَوْطِنٍ تَلْحَقُهُ فِيهِ الْمَلَامَة،
وَإِن يَجْتَنِب مَجَالِس السُّوء وَالْبِدْعَة، وَيُلَازِم مَجَالِس الطَّاعَة وَالسُّنَّة، وَإِن يُسْرِع بِالتَّوْبَة مفارقاً الذُّنُوب، وَإِلَّا يُصِرَّ عَلَى شَيْءٍ مِنْ الْقَبَائِحِ وَالْعُيُوب،
وَأَنْ يَكُونَ سَرِيعَ الرُّجُوعُ إلَى اللَّهِ وَلَوْ عَظُمَ ذَنْبِه وبلواه، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيَغْفِر للأوابين جَعَلَنَا اللَّهُ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
[الْمُنْتَقَى النَّفِيس - ابْن باديس ] |
|
|
|