الكبد
يُعتبَر الكبد عضوًا مهمًّا جدًا، فهو يقوم بالكثير من الأشياء التي تبقي الإنسان بصحةٍ جيدةٍ،
حيث يؤدي مئات المهام المتعلقة بعملية الاستقلاب وإزالة السموم من مجرى الدم، كما أنَّه
يساعد على هضم الطعام وتحويله إلى طاقةٍ وتخزينها، والجدير بالذكر أنَّ مرض الكبد هو
مصطلحٌ عامٌ يشير إلى أي حالةٍ تؤثر على الكبد، وقد تتطور هذه الحالات لأسبابٍ مختلفةٍ،
لكنَّها يمكن أن تُلحِق الضرر بالكبد وتؤثر على وظيفته، وبالتالي يمكن أن يؤثر ذلك على
الجسم بالكامل،
وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن أشهر أمراض الكبد وأعراضها.
أشهر أمراض الكبد وأعراضها
هناك العديد من الأمراض لا حصر لها والتي تصيب الكبد خصوصًا، وبالتالي تؤثر على
وظائفه المختلفة التي ذُكرَت سابقًا، وفي هذا المقال سيتمُّ عرض أشهر أمراض الكبد على
الإطلاق وأكثرها شيوعًا وأهمّيةً ثم الحديث عن أعراضها، وهي كالآتي:
الإنتان
يُعدُّ الإنتان واحدًا من أشهر أمراض الكبد وأعراضها تقتصر على وجود إنتان يؤدي
لالتهابٍ في الكبد، ويعد العامل الفيروسي هو السبب الأكثر شيوعًا، وهناك العديد من
الفيروسات المسببة لذلك، ولكن سيتمُّ عرض أكثر الفيرويات المسببة لالتهاب الكبد،
بما في ذلك:
التهاب الكبد A: يُصاب به معظم الناس عن طريق تناول أو شرب شيءٍ ملوثٍ بالبراز، وغالبًا
لا يترافق بأية أعراضٍ، وعادةً ما تزول من تلقاء نفسها في غضون 6 أشهرٍ دون أي ضررٍ طويل الأجل.
التهاب الكبد B: تنتقل العدوى من الشخص المصاب عن طريق ممارسة الجنس دون وقايةٍ
أو تعاطي المخدرات بإبرٍ مشتركةٍ، وإذا استمر لفترةٍ أطول من 6 أشهرٍ، يزداد خطر الإصابة
بسرطان الكبد أو غيرها من الأمراض.
التهاب الكبد C: تنتقل العدوى عن طريق نقل الدم الملوث بالفيروس، أو عند تعاطي
المخدرات بإبرٍ مشتركةٍ أو عن طريق إبرةٍ ملوثةٍ تصاب بها عن طريق الخطأ بعد استخدامها من
قِبَل أحد المصابين، كذلك قد لا تظهر الأعراض لسنواتٍ عديدةٍ، لأسبابٍ غير واضحةٍ تمامًا، كم
ا أنَّ الأطفال المولودين حديثًا من أمهاتٍ مصابات معرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي
C ويجب اختبارهم من أجل ذلك.
مشاكل الجهاز المناعي
يحارب الجهاز المناعي العديد من العوامل الممرضة بما في ذلك البكتيريا والفيروسات،
ولكن قد يحدث فيه مشكلة ويهاجم جزءًا أو أكثر من أجزاء الجسم، كالكبد وغيره من
الأعضاء، وتتظاهر إصابة الكبد بالآتي:
التهاب الكبد المناعي الذاتي: يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات شديدة وحتى فشل الكبد،
وتُصاب به الفتيات والنساء أكثر من الأولاد أو الرجال.
التهاب الأقنية الصفراوية الأساسي: تُصاب الأنابيب الصغيرة في الكبد والتي تُسمّى
القنوات الصفراوية، وسميت بذلك لأنَّها تحمل الصفراء، وهي مادةٌ كيميائيةٌ تساعد على
هضم الطعام، فعندما تُصاب هذه القنوات تعود الصفراء إلى داخل الكبد وتؤدي لإصابته
بالالتهاب، ويكثر هذا الداء عند النساء.
التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأساسي: يصيب القنوات الصفراوية بالالتهاب، ويمكن أن
يسدها في النهاية، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الصفراء داخل الكبد، ممَّا يجعل من الصعب
على الكبد العمل، كما أنَّه قد يؤدي إلى سرطان الكبد، ويُعدُّ الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء.
السرطانات والأورام
إذا ظهر السرطان في الكبد، فهذا على الأرجح لأنَّه انتشر من جزء آخر من الجسم،
الرئتين أو القولون أو الثدي، ولكن بعض أنواع السرطان يمكن أن تبدأ في الكبد وهي:
سرطان الخلية الكبدية: يصيب النساء أكثر من الرجال، والأميركيين الزنوج أكثر من البيض،
ويزداد خطر الإصابة به بالتناول المفرط للكحول أو الإصابة بالتهاب الكبد.
سرطان الأقنية الصفراوية: يصيب الأقنية الصفراوية التي تنقل الصفراء من الكبد إلى
الأمعاء الدقيقة، ويؤثر هذا النوع من السرطان بشكلٍ أساسي على الأشخاص الذين تزيد
أعمارهم عن 50 عامًا.
أمراض أخرى
يمكن أن تكون إصابة الكبد متعلقة بأمراض أخرى غير السرطانات والالتهابات
وما قد تم ذكره سابقًا، وغير الأمراض الشائعة،
وقد تشمل الأمراض الأخرى التي تصيب الكبد ما يأتي:
فشل الكبد الحاد: ويحدث عندما يُصاب الكبد بمرضٍ قصير الأجل، ولكنَّه يتوقف عن العمل
في غضون فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ للغاية تُقدَر بأيامٍ إلى أسابيع، كما أنَّه يحدث بسبب جرعةٍ زائدةٍ
من عقار الباراسيتامول أو الالتهابات أو بسبب الأدوية الموصوفة، كذلك قد لا يتظاهر بإعراضٍ
في البداية، لكن مع الزمن يمكن ملاحظة اليرقان والإسهال والتعب والضعف والغثيان.
التشمع الكبدي: يشير تليف الكبد إلى التندب الناتج عن أمراض الكبد والأسباب الأخرى لتلف
الكبد مثل تعاطي الكحول، كما أنَّ التليف الكيسي والسفلس قد يؤديان أيضًا إلى تلف الكبد،
حيث يمكن أن يتجدد الكبد استجابةً للأضرار، لكن هذه العملية عادةً ما تؤدي إلى تطور أنسجةٍ
ندبيةٍ، وكلما زاد تطورها زادت صعوبة عمل الكبد بشكلٍ كبير، وعلى الرغم من ذلك يمكن
علاجه في مراحله المبكرة عن طريق معالجة السبب الأساسي، لكن إذا تُرٍك بدون تدبيرٍ، فقد
تؤدي إلى مضاعفاتٍ أخرى وتصبح مهددةً للحياة.
عوامل الخطر للإصابة بأشهر أمراض الكبد
نظراً لخطورة أمراض الكبد على صحة الجسم ككل، كان لا بدَّ من معرفة أهمّ عوامل
الخطورة لأشهر أمراض الكبد وأعراضها، وذلك لتجنبها ومعالجتها في الوقت المناسب،
وبالتالي الحفاظ على الصحة الجيدة وتجنيب تكاليف المرض، وتشمل:
استخدام المشروبات الكحولية الثقيلة بكثرة.
تعاطي المخدرات باستخدام الإبر المشتركة.
الوشم أو ثقب الجسم.
نقل الدم الملوث بالأحياء الدقيقة التي تؤدي لالتهاب الكبد.
التعرض لدم ومفرزات المصابين.
الجنس غير المحمي.
التعرض لبعض المواد الكيميائية أو السموم.
البدانة وداء السكري.
الأعراض العامة لأشهر أمراض الكبد
إنَّ أشهر أمراض الكبد وأعراضها المختلفة تؤثر على مختلف أعضاء الجسم؛ وذلك لأن
الكبد عضوٌ مهمٌ يشرف على مختلف وظائف الأعضاء الأخرى ويؤمن لها ما تحتاجه من
أنزيمات وطاقة لتقوم بعملها على أحسن وجه، وتشمل أعراض أشهر أمراض الكبد الآتي:
اصفرار الجلد والعينان أو ما يسمى اليرقان.
آلامٌ وانتفاخٌ في البطن.
تورمٌ في الساقين والكاحلين.
حكةٌ في الجلد.
لون البول الداكن.
لون البراز الشاحب، أو البراز الدامي.
التعب المزمن.
الغثيان و الإقياء.
فقدان الشهية.
ميلٌ إلى تشكل كدماتٍ بسهولةٍ.
الوقاية من أشهر أمراض الكبد
إنَّ أفضل علاجٍ لأشهر أمراض الكبد هو الوقاية الجيدة وتجنب عوامل الخطورة، لذلك لا
بدَّ من توضيح أهم وسائل الوقاية التي بواسطتها سيتجنب الشخص أخطر أمراض الكبد
والتي يمكن أن تؤدي للوفاة ومن هذه الوسائل:
شرب الكحول باعتدال، وبالنسبة للبالغين الأصحاء يعني ذلك تناول كوبٍ واحدٍ في اليوم
للنساء وكوبين في اليوم للرجال، لذلك يُعرَّف شرب الخمر الشديد أو شديد الخطورة بأنَّه أكثر
من 8 أكوابٍ في الأسبوع للنساء وأكثر من 15 كوبٍ في الأسبوع للرجال.
تجنب السلوك المحفوف بالمخاطر، كعدم تعاطي المخدرات واستخدام الواقي الذكري أثناء
ممارسة الجنس، وعند وضع الوشم يجب تحري العقامة والنظافة في المتجر المختص بهذا الشيء.
أخذ لقاحات لفيروسات التهاب الكبد عند التعرض لخطرٍ متزايدٍ للإصابة بها أو عند الإصابة
بالفعل بأي شكلٍ من أشكالها.
استخدام الأدوية بحكمةٍ، وذلك بعدم تناول الأدوية إلَّا عند الحاجة، وفقط جرعاتٌ مُوصَّى
بها، ويجب عدم خلطها مع الكحول.
تجنب ملامسة دم الآخرين وسوائل أجسامهم؛ إذ يمكن أن تنتشر فيروسات التهاب الكبد
عن طريق الإبر الملوثة بدم أو سوائل جسم الشخص المصاب.
التأكد من تهوية الغرفة وارتداء قناعٍ عند رشِّ المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات
والطلاء والمواد الكيميائية السامة الأخرى.
حماية البشرة عند استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية السامة الأخرى عن
طريق ارتداء قفازات وأكمام طويلة وقبعة وقناع.
الحفاظ على وزنٍ صحي، حيث يمكن للسمنة أن تسبب تَشحُّم الكبد غير الكحولي.
~ |
|
|
|