يتخذ العالم في شهر أكتوبر من كل عام اللون الوردي كرمز للتوعية بمرض سرطان الثدي، الذي قد يصيب ثمن النساء خلال فترة حياتهن. ويُعد مرض سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى النساء حول العالم، غير أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تشكل خطورة وتسبب الإصابة المباشرة بهذا المرض.
وفي لقاء خاص حصل عليه "سيدتي نت"مع الأستاذ الدكتور أحمد عبد المجيد عبدالله، دكتوراه أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة، يكشف لنا الكثير من المعلومات حول سرطان الثدي وأسبابه وطرق الوقاية منه.
ما هو سرطان الثدي؟
سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين النساء حول العالم، إذ يُمثل 16% من جميع السرطانات، وتصاب به واحدة من كل ثماني نساء. ويعتبر من الأمراض التي تتطور بشكل صامت نظرًا لأنه يحدث في نسيج غدة الثدي الكبيرة نسبيًا، لذلك لا يظهر بشكلٍ واضح إلى أن تتشكل كتلة سرطانية كبيرة الحجم. عادة تبدأ الخلايا السرطانية بالظهور في البطانة الداخلية لقنوات الحليب أو الفصوص التي تغذيها بالحليب، ومن ثم تبدأ بالانتشار إلى جميع أنحاء الثدي وإلى الغدد اللمفاوية وإلى أعضاء الجسم الأخرى في مراحل متقدمة.
الأعراض المبكرة لسرطان الثدي
1- إفرازات الثدي
يفرز الثدي مادة شفافة، يمكن أن تكون مشابهة للدم والتي قد تترافق أحيانًا مع ورم في الثدي.
2- تغير حجم الثدي
يحدث تغيُّر واضح في حجم أو شكل الثدي. وربما تلاحظ المريضة الفرق بين حجم ولون الثديين، وقد تلاحظ زيادة في حجم واحد من الثديين.
3- جلد الثدي
تجعد سطح جلد الثدي وظهور احمرار مشابه لقشرة البرتقال. هذا بالإضافة إلى ظهور أوردة دموية على سطح جلد الثدي.
4- الشعور بالألم
آلام في الصدر أو الإبط غير مرتبطة بفترة حيض المرأة، حيث تختلف آلام سرطان الثدي عن آلام فترة الحيض بأنَّ الأخيرة تختفي بمجرد انتهاء الحيض، بينما آلام سرطان الثدي تبقى مستمرة طيلة الوقت.
أسباب تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي
1- التقدم في العمر يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء.
2- العوامل الوراثية تزيد إحتمال الإصابة بسرطان الثدي؛ أي إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان الثدي.
3- التعرّض للإشعاع المستمر خصوصاً في منطقة الصدر، يزيد فرص الإصابة بسرطان الثدي.
4- الوزن الزائد وتراكم الدهون في الجسم يزيد فرص الإصابة بسرطان الثدي.
5- الإنجاب في سن متأخرة يرفع خطر الإصابة بالمرض.
6- الإفراط في استخدام العلاجات الهرمونية يسبب إضطرابات تؤدي للإصابة بسرطان الثدي.
الحد من انتشار المرض
وتابع الدكتور أحمد عبد المجيد متحدثاً عن أساليب الوقاية أو الحد من خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، وأبرزها:
1- الإقلاع عن التدخين
ترك عادة التدخين وتجنّب الجلوس مع الأشخاص المدخنين.
2- ممارسة الرياضة
يجب ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم، كونها تساعد في الحفاظ على الجسم بوضع بدني سليم وصحي.
3- الرضاعة الطبيعية
ننصح كل أم بالرضاعة الطبيعية ومحاولة إطالة وقت الرضاعة. فالدراسات أكدت على أن الرضاعة الطبيعية تساعد في وقاية الأم من سرطان الثدي.
4- عدم الإكثار من العلاجات الهرمونية
أكدت الدراسات أن العلاجات الهرمونية وعلاجات منع الحمل الفموية لها صلة بزيادة فرص الإصابة بسرطان الثدي.
5- المحافظة على الفحص الدوري المنزلي
حتى في غياب الأعراض، داومي على فحص نفسك بنفسك، وعند شعورك بأي تغير في لون وحجم الثدي أو وجود أي جسم غريب فيه، بادري إلى إستشارة الطبيب فورًا. فالكشف المبكر يُقصِّر من رحلة العلاج ويضمن نسب شفاء عالية.
6- لا يصيب النساء فقط
أشار تقريرٌ حديث إلى وجود إعتقادٍ خاطئ بأن سرطان الثدي يصيب النساء فقط، لكن على العكس من ذلك، تُسجل أحيانًا حالات إصابة بين الرجال، حتى وإن كانت قليلة مقارنة بالنساء.
نشأة الشهر العالمي لسرطان الثدي
عام 1985 تمَّ اختيار شهر أكتوبر ليكون شهر التوعية بمرض سرطان الثدي عالميًا، فيتم تنظيم الفعاليات كمساندة وتأييد لرفع الوعي حول مرض سرطان الثدي وسبل الوقاية منه، عن طريق التعريف بالأعراض والعلاج. ويأمل القائمون على حملات التوعية بأنّ زيادة المعرفة ستؤدي إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي يرتبط بمعدلات أعلى للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.
ووفقًا لتصريحات المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، فإنَّ سرطان الثدي يأتي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم المتقدم والعالم النامي على حدِ سواء. لكنه أشار إلى أن حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان تشهد ارتفاعًا في البلدان النامية بشكلٍ خاص، وأرجع ذلك إلى تأخر تشخيص معظم الحالات إلا في مراحلٍ متأخرة من المرض.
الهدف من شهر التوعية بسرطان الثدي
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإنَّ الهدف من شهر التوعية بسرطان الثدي هو محاولة للحد من انتشار المرض، وتقديم الدعم اللازم للتوعية بشأنه، والحث على إجراء الفحوص اللازمة له وعلاجه بشكلٍ مُبكر، حيث يتم سنويًا تسجيل 2 مليون و100 ألف إصابة بهذا المرض.
النشاطات التوعوية لمرضى سرطان الثدي
عادة ما تضمن أحداث الشهر العالمي للتوعية بمرض سرطان الثدي، سباقات الركض وسباقات المشي وسباقات الدراجات. ويتولى المشاركون في هذه السباقات جمع تبرعات للإنفاق الخيري على مرضى سرطان الثدي؛ وتتم إنارة العديد من المعالم الشهيرة بالأضواء الوردية كتذكارٍ بصري بمرض سرطان الثدي مع شعار الشريط الوردي. |
|
|
|