ان مراحل نمو مهارات الاستماع وتطور اللغة والنطق للأطفال من ذوي الضعف
السمعي يعتبر رحلة مشوقة مليئة بالترقب
والإحساس بالمتعة بالنسبـة للأسرة والفريق
الداعم والطفل إذ أصبح بمقدور الأطفال وفي
سن مبكرة الاستماع للأصوات بأنواعها بشكل
أفضل بفضل الحركة التكنولوجية التي لم يسبق
لها مثيل مع الأخذ بالاعتبار أن تزويد الطفل
بمعين سمعي لا يعتبر كافيا إذ يجب تأهيل
الطفل سمعيا وتعليمه كيفية ممارسة
عملية السمع باستخدام المعين .
تبدأ الرحلة بالاكتشاف الذي تظهر أول علاماته
من خلال برامج المسح الأولي الت يتم اجراؤها
في أيام الولادة الأولى وذلك بهدف الاكتشاف
المبكر لوجود أي مشكلة سمعية قد تؤدي إلى
تأخر واضح في المهارات اللغوية.
وفور اكتشاف الضعف السمعي غالبا ما تبدأ
رحلة تلقي الرعاية الطبية والتخصصية
لاختيار المعين السمعي المناسب والبرنامج
التأهيلي الذي يلبي احتياجات الطفل والأسرة،
حيث تعتبر الأسرة شريكا أساسيا ومزودا جوهريا للخدمة، حيث أنه ومن الضروري تمكين الأسرة
من المهارات والمعارف والفنيات اللازمة لخلق
بيئة لغوية خصبة مليئة بالمشاركة والممارسة.
وبمجرد تزويد الطفل بالمعين السمعي المناسب
تستكمل الأسرة رحلتها في برامج التأهيل السمعي
اللفظي الذي يبدأ بمجرد سماع الأصوات
حتى معالجة اللغة واستخدامها و هي المرحلة
التي تتطلب الكثير من الالتزام ومواصلة
التدريب وممارسته بشكل يومي وروتيني
مما سيؤثر ايجابيا على نمو مهارات الاستماع
وبالتالي تطور مهارات اللغة, وهنا تجدر الإشارة
إلى أهمية أن نجعل من هذا التأهيل وقتا ممتعا
ومسليا خلال الحلسة الفردية مع اختصاصي
النطق و اللغة او خلال ممارسة تدريبات
وتوجيهات الاختصاصي في المنزل مع أفراد الأسرة,
كل ذلك لتشجيع الطفل على التواصل من خلال
الاعتماد على السمع ثم محاولة التعبير عن
الرغبات والاحتياجات.
تبدأ رحلة التأهيل السمعي اللفظي بصحبة
اختصاصي النطق و اللغة و بشراكة الأسرة
بالتقييم الذي يحدد الاختصاصي من خلال
مستوى الأداء الحالي و يبني عليه الأهداف
التدريبية للطفل المستفيد و تستمر عملية
التقييم طوال فترة تلقي الطفل الخدمة
لقياس مدى تطور الطفل و فاعلية البرنامج
التدريبي بالتزامن مع متابعة فاعلية المعينات
السمعية وتناسبها مع درجة الفقدان السمعي
وهنا تبدأ اولى استجابات الطفل السمعية
بالظهور ثم تتبعها محاولة انتاج الطفل لبعض
الأصوات الكلامية وسط ترقب وتشجيع الأسرة
ومقدمي الرعاية.
وما ان تصبح الأسرة و الفريق الداعم على ألفة
بالتأهيل السمعي ومتطلباته خلال سير الطفل
في هذه الرحلة حتى تجد الأسرة طفلها قد بدأ
بالالتحاق بمقاعد الدراسة النظامية وسط دعم
وتعاون جميع المختصين لتحقيق الدمج الاجتماعي والنجاح في التحصيل الدراسي ليكتمل بذلك
تحقق أسمى اهداف عملية التأهيل السمعي واللفظي. |
|
|
|