اللطف هو طريقة تعامل تتسم بالتعاطف مع الآخرين
والشخص اللطيف هدفه فعل الخير، ومد يد العون، وبث روح السعادة
والرضا لديهم، من دون أن ينتظر فاعله شيئا من الآخرين.
"الصفة المفضلة لدى البشر هي اللطف، ويمكن وضعها في الدرجة الأولى قبل الشجاعة والكرم وغيرهما..
اللطف كلمة بسيطة، وأن تكون لطيفا فإنك تلمس حدود الكمال".
* نماذج لسلوكيات اللطف
- يبتسم للقريب والغريب.
- يشارك في الأعمال التطوعية.
- يساعد الناس بكل ما أوتي من قوة.
- يتحدث مع الآخرين بكل أدب ولباقة وتهذيب.
- يستمع إلى الشخص بعناية واهتمام.
- متسامح ويملك قلباً طيباً.
- يحاول حل مشكلات بعض الناس.
- يتصرف بطريقة طبيعية من دون أي تصنع أو مداهنة.
- يتسم بالتواضع والأخلاق الحميدة.
- لا يتدخل في الشؤون الخاصة للغير.
- يتواصل مع الآخرين ويعزز الانتماء إلى المجتمع.
- يفكر بإيجابية بعيداً عن التشاؤم.
- لا يضع أحكاماً مسبقة على الآخرين.
- يفتح باب منزله لعابر سبيل.
- يرحب بجيرانه الجدد.
- يترك مكانه في الباص لشخص أكبر منه سناً.
- يعطي دوره للشخص الذي يقف في صفه في السوبر ماركت.
- يسمح لشخص ما أن يقطع أمامه في زحمة السير الخانقة.
- يمد يد العون لزميله في العمل لتأخره في إنجاز مشروعه.
- يتحدث مع جاره المسن على الرغم من أنه على عجلة من أمره.
* الآثار الإيجابية للطف
سلوكيات اللطف تترك آثارا إيجابية طيبة على صحة ونفسية الناس الذين تستهدفهم
تلك السلوكيات، ولكن آثار اللطف الإيجابية لا تقتصر على آخذيه بل تمتد لتطاول
مانحيه أيضا وهذه بعض الآثار التي يتركها الانخراط في اللطف على مانحيه:
1ـ يعزز الصحة البدنية والعقلية
إن الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية تتسارع وتيرتها أو تتفاقم بسبب الشدة stress.
ويساهم اللطف بشكل كبير في تخفيض إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، ولهذا نرى
أن الشخص اللطيف يكون أكثر هدوءاً لأن مستوى هرمون التوتر لديه يكون منخفضاً
ويتسبب الكورتيزول المرتفع في حدوث مجموعة من الأعراض المزعجة، أبرزها الصداع، والتعب
وارتفاع ضغط الدم، والعصبية، وصعوبة التركيز، واضطرابات مزاجية وغيرها.
2ـ يطلق الإيجابية
إن اللطف يجعل صاحبه أحسن حالاً، وأكثر تقديراً للذات، لأنه يشعر بالطمأنينة والثقة والتناغم
ونفس الشيء يحصل مع المستفيد منه، ما يجعله هو الآخر لطيفاً ودوداً مع غيره.
3ـ يقلل من الألم
تقلل السلوكيات اللطيفة من الألم، لأنها تحث المخ على إفراز شحنات من مركبات
مثل الدوبامين والسيروتونين والأفيونات، التي تساهم بشكل كبير في التخفيف من وطأة الألم.
4ـ يسبب الشعور بالسعادة
تؤدي سلوكيات اللطف إلى إفراز مواد كيميائية ـ عصبية تجعل الشخص يشعر بالرضا
والسعادة على الصعيدين الروحي والنفسي، ووجدت دراسة أجريت على طلاب جامعيين
في اليابان، بقيادة الباحث أوتاكي وزملائه، أن الأشخاص السعداء كانوا أكثر لطفاً
مع الناس الذين لم يكونوا سعداء، كما كشفت دراستهم أن إحساس الفرد بالسعادة زاد بمجرد
إحصاء عدد السلوكيات اللطيفة التي قاموا بها، ما جعلهم أكثر لطفاً وامتناناً.
5ـ يعزز من إفراز هرمون الأوكسيتوسين
إن أفعال اللطف تساهم في إطلاق هرمون الحب الأوكسيتوسين
الذي يدعم العواطف والتفاعلات الاجتماعية المعتدلة، وكلما زاد مستوى
الأوكسيتوسين أصبح الشخص أكثر لطفاً وكرماً.
يتسبب الأوكسيتوسين في إطلاق مادة كيميائية في الأوعية الدموية
هي أوكسيد النيتريك، ما يؤدي إلى توسعها، وبالتالي إلى خفض ضغط الدم..
الأمر الذي يساهم في تأمين الحماية للقلب، لهذا يطلق على الأكسيتوسين
لقب "الهرمون الحامي للقلب".
6ـ يطيل العمر
أظهرت البحوث أن هرمون الأوكسيتوسين يقلل من مستويات الجذور الحرة والالتهابات
المتورطة في تسريع عملية الشيخوخة، خاصة تلك التي تجري في كواليس الجهاز الدوري، وهذا
بالتالي ما يساهم في إطالة العمر، لقد تبين أن الأشخاص الذين يتصرفون بلطف مع الآخرين
لا يعانون من القلق والاكتئاب مثل غيرهم، بل يملكون مناعة قوية ويعيشون لفترة أطول.
7ـ اللطف يولد اللطف
عندما نكون لطفاء فإننا نلهم الآخرين أن يصبحوا لطفاء، فاللطف
يملك معجزة أنه معد وينتقل إلى الآخرين.
* ختاماً
يبقى أن نشير إلى 3 ملاحظات:
- الملاحظة الأولى
على الشخص اللطيف أن يكون لطيفاً مع نفسه أيضاً وليس مع الآخرين فقط
لأنه تبين أن من يعامل نفسه بلطف يكون أكثر قدرة على التفكير بالآخرين.
- الملاحظة الثانية
ليس ضرورياً القيام بأفعال لطف كبيرة كي نجني فوائدها الصحية المنتظرة
فهذه الأخيرة يمكن نيلها حتى عند القيام بأفعال لطف بسيطة.
- الملاحظة الثالثة
إن فعلاً واحداً من اللطف البسيط يطلق سلسلة هائلة من الأحداث الإيجابية
من هنا دعوة أستاذ علم النفس واين ديلر لتعليم اللطف في المدرسة، لأنه لا بد أن يكون
موجوداً في كل بيت، وفي كل مدرسة، وفي كل حي، وفي كل مجتمع.
ترجمة وإعداد أنور نعمة. |
|
|
|