مبتور الذراعين يتحدى الإعاقة
نواف المزين «ينبع»
مبتور الذراعين يقف الشاب بين زبائنه وزملائه الباعة شامخا في سوق الخضراوات بينبع، لا يبالي بعجزه أو الظروف المحيطة به، بعد أن قرر تأمين قوت يومه من عرق جبينه.. إنه الشاب الطموح فالح بن عودة الرفاعي الذي التقته «عكاظ» خلال جولتها في السوق، حيث يعمل في محل لبيع الخضراوات، فبادر بالقول «يبدأ عملي من بعد صلاة العصر ويستمر حتى بعد منتصف الليل، ولا أواجه صعوبة في أداء عملي وأجد من الجميع التعاون والتشجيع». وأضاف «إعاقتي لا تمنعني مع العمل، وقبلة وكلمات المحافظ ستكون طريقي للنجاح، وأبحث عن مشروعي الخاص في المستقبل، وأشكر عكاظ على اهتمامها بي». وقال «عمري 17 عاما، وأدرس في المرحلة المتوسطة، ولولا ظروفي الصحية لأكملت حاليا المرحلة الثانوية، ولكن قدر الله وما شاء فعل»، مبينا أن إعاقته لم تكن في يوم من الأيام عائقا، ويؤدي عمله بشكل طبيعي، وأضاف «لم أجد مضايقة من أحد، بل وجدت كل التعاون والتفاعل من الجميع نظير أمانتي وحسن أخلاقي، وأطمح في المستقبل أن امتلك محلا خاصا بي بدعم من الجهات الداعمة».وأشاد فالح الرفاعي بزيارة محافظ ينبع له، عند زيارته لسوق الخضراوات قبل أيام، وقال «وجه المحافظ مشكورا بإكمال تعليمي مع استمراري في عملي الحالي في الفترة المسائية بعد أن قبل رأسي، وكان ذلك أمام مسؤولي لجنة السعودة والبلدية، وطالب المسؤولين بالوقوف معي وتلبية احتياجاتي، وهذه الكلمات ستكون طريق نجاحي في المستقبل». كما قدم الرفاعي شكره وتقديره لصحيفة «عكاظ» نظير اهتمامها به شخصيا، وطالب ــ من خلال الصحيفة ــ المسؤولين بتنفيذ ما وجه به محافظ ينبع بخصوصه، ومن ذلك امتلاكه لمحل خاص به، خصوصا أنه ما زال يعاني من مضايقات البلدية له وإقفال المحل عند تأخره أو غيابه لأسباب خاصة. إلى ذلك، أكد لـ«عكاظ» المواطن محمد الجهني (أحد الباعة المجاورين للرفاعي) حسن أخلاقه وتعاونه مع الباعة المجاورين له، كما أثنى أحد المتسوقين ومن الزبائن المعتمدين لدى الشاب الطموح على حرصه وأمانته، وفيما المحل الذي لا تتجاوز مساحته الإجمالية 16 مترا مربعا يكتظ بالزبائن، اضطر فالح الرفاعي إلى توزيع وقته ما بين الحديث مع محرر «عكاظ» وتلبية حاجة زبائنه الكثر. |
|
|
|