وستعلمُ يوماً ..
وستعلمُ يوماً ..
حين ينقضي ما كُتِبَ لك من أنفاس،
وينفد ما قُدّر لك من عُمُر ..
وتنفرد في لحدك، ويُغلق عليك قبرك،
ويُولّي عنك الناس مدبرين،
ليُكملوا حياتهم .. وغفلتهم ..
في هدأة المقابر،
هناك بعيداً عن صخب الحياة وتفاصيلها ..
ستُدرك القيم الحقيقية لكل شيء ..
ستُدرك قيمة أنفاسك التي انقضت هدراً،
وأيامك التي ذهبت سدىً ..
ستكتشف كم المعارك الوهمية التي خضتها
واستهلكت منك ما لا تستحقه من أعصابك ووقتك ..
وعدد الأسماء التي لم تستحق منك يوما هذا العناء والتعب ..
ستعرف الترتيب الذي كان يجب أن تكون عليه أولوياتك ..
ستكتشف خطر الكلمة، والنظرة،
والهمزة واللمزة ..
وقيمة الركعة،
والخطوةوالتبكيرة والتكبيرة والتسبيحة،
والتهليلة، الطموح،
الأهداف، السعادة، الشقاء، النجاح...
الخ مصطلحات كثيرة سيعاد تعريفها في قاموسك ..
سيذهلك حجم السخف الذي كنت
تمارسه وأنت تحسب أنك تُحسن صنعاً ..
هناك .. في ذاك السكون ..
يدوي صوت الحق يملأ الأرواح بلا صوت،
ليخرس كل اللغو الذي طالما حشوت به رأسك،
وشقشق به لسانك ..
ستدرك حجم الغُثاء الذي ملأت به حياتك،
وقيمة الفراغ الذي كنت تتفنن في إحراقه وهدره ..
هناك .. في ظُلمة القبر،
تُشرق شمس الحقيقة لتبدد ظلام
الوهم والغرور والهوى والإعراض،
كم كنت منها تحيد ..!!
فهلا تستفيق؟
ندم هنا وصدق توبة،
تُحْدِثُ لك ما لن تحدثه صرخات ندمك هناك،
وعض أناملك وأنين حسراتك وتقطع حنجرتك متوسلاً
(ربِّ ارجعون) ..
مرَّ النبي صلّ الله عليه وسلم على قبر دُفِن حديثًا،
فقال:
ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتَنَفَّلُون،
يزيدهما هذا في عمله أحبُّ إليه من بقية دنياكم ..
صحيح الجامع/ ٣٥١٨
اللهم حسن خاتمه ترضيك عنا
اللهم اجعل خير أيامنا أواخرها وخير أعمالنا
خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك فيه يارب العالمين
ارزقنا توبة نصوحا قبل الموت وتوفنا
مسلمين وألحقنا بالصالحين
غير خزايا ولا مفتونين.... |
|
|
|