الصراحة بين الزوجين.....
الصراحة بين الزوجين هي أساس الحياة الزوجية السعيدة، وهي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية سليمة خالية من الشكوك والأمراض النفسية التي قد تهدد كيان الأسرة بالانهيار، وإذا ارتكزت الحياة الزوجية علىيمنعالصراحةيمنعكانت حياة هادئة هانئة، أما إذا أقيمت على الغش والنفاق فإنها بلا شك تكون حياة تعسة يفقد خلالها كلا الزوجين ثقته في الآخر، وتخيم على أجوائها ثقافة الشكوك والتخوين وعدم الأمان. عواقب وخيمة: عدم توفريمنعالصراحةيمنعبدرجة كافية بين الأزواج يعتبر مؤشراً خطيراً لحياتهما معا، حيث يفتح الكتمان باب الكذب والمواربة والمجاملة، وهذا لا يعتبر نقطة ايجابية في الحياة الزوجية، فاستقامة الحياة الزوجية تبنى أساسا على مدى مصارحة الأزواج بعضهم بعضاً وإن كان لابد في استخدامها من الالتزام باللياقة وحسن الكلام. وجميع الدراسات والأبحاث التي قام بها المختصون سواء في المجتمعات العربية أو غيرها تشير إلى أن أحد أهم أسباب ضعف الثقة بين الزوجين هي «عدم المصارحة» .. فاختفاء حالة المصارحة والمكاشفة تتسبب بشكل مباشر في ظهور حالة الشك وتعزيز حالات الغيرة المرضية، وهي من أكبر الآفات التي تلتهم العلاقة الأسرية وتدمرها وتحولها من معاني «السكن» كما عبر المولى عز وجل إلى أجواء «الجحيم». وبمجرد وصول العلاقة الزوجية إلى هذا المنحنى الخطير، فإن النتيجة الطبيعية هي زيادة جو الخلاف والمشادات والمشاحنات، وتعقيد المشاكل، مع عدم القدرة على التوصل إلى حلول ايجابية لها، مما يؤدي إلى كسر هذه الرابطة المقدسة في أغلب الأحيان، أو ربما الهروب من المنزل، حيث تكون الأرضية مهيأة للانحرافات السلوكية كالخيانة. أسباب انعدام المصارحة ولعدم المصارحة بين الأزواج عدة دوافع من أهمها: · العادات والتقاليد: حيث ساد اعتقاد خاطئ بأنه إذا صارح الزوج زوجته بمشاعره الحميمة تجاهها فإن ذلك ينقص من رجولته ويقلل من شأنه وهيبته في نظرها! بل قد يصيبها بالغرور في نفسها إلى حد أنه يصبح بالإمكان أن تكون هي الآمر الناهي في البيت وتسيطر على كل ما فيه!. · الحالة النفسية للفرد: تلعب دوراً مهماً في المصارحة بين الأزواج، فكلماا استقرت نفسية الزوج أو الزوجة، وكلما وثق في نفسه وفي سلوكياته، كلما كان أكثر صراحة والعكس صحيح، فقد نجد في بعض الأحيان زوجات يعلمن تماماً بخيانة أزواجهن، وعلى الرغم من ذلك فإنهن لا يبدين أية ردة فعل ويفضلن عدم المواجهة، علماً بأن عدم المواجهة أو المصارحة قد يجعل الزوج يتمادى في خيانته، لكن لو صارحت زواجها لاستطاعت أن تتدارك سقوطه وانجرافه وتتفادى النتائج السلبية التي ترتبت على تلك الخيانة، وما من شيء يمنع تلك النوعية من النساء من المواجهة إلا عدم ثقتهن في أنفسهن وضعف شخصيتهن. · بعض الأزواج يضطر للكذب بسبب سوء طباع الشريك وضغطه المستمر أو قيوده التي يفرضها على شريكه، أو بسبب غيرته الشديدة فيكون الكذب وسيلته الوحيدة للنجاة من جحيم المشكلات. · من أشهر الدوافع الأخرى: السلوك المنحرف، ضعف الوازع الديني، الأسلوب الذي تربى عليه الإنسان، عدم القدرة على وزن الأمور بميزانها الصحيح، اللامسئولية واللامبالاة، عدم النضج وضعف الخبرة، الجهل بأهمية المصارحة بين الزوجين، وأخيرا تعمد عدم المصارحة لأسباب نفسية مرضية، كمحاولة الانتقام من الطرف الآخر. للمصارحة حدود المصارحة بين الزوجين لا تعني بالضرورة انفتاح كل من الزوج والزوجة على الآخر انفتاحا كاملا، لدرجة تضيع فيها خصوصية كل طرف، وإنما يجب أن تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل والشراكة، فالزواج لا يعني إلغاء لآخر، وإنما هو حالة تكاملية بين الرجل والمرأة، وكل شيء لا يؤثر على الحقوق الزوجية يمكن اعتباره سرا من أسرار الزوج أو الزوجة، وجانبا من الخصوصيات، كما الحال في أسرار العلاقة مع الأهل والأصدقاء. وهذا الحديث يأخذنا إلى تعداد بعض الحالات التي يمكن فيها للزوج أو للزوجة عدم المصارحة التامة مع الطرف الآخر، مع التركيز على أننا نتحدث هنا عن عدم المصارحة أي التصريح وليس عن الكذب، ومن هذه الحالات: عندما يتعلق الأمر بإعاقة خلقية عند أحد الطرفين، حيث ينبغي على الطرف الآخر تجنب التصريح بعدم تقبله لذلك حفاظا على مشاعره، لاسيما إذا كان الأمر لا يحمل تأثيرا على مجرى الحياة الزوجية. كذلك إذا كان الأمر متعلقا بأمانة لدى أحد الطرفين، شريطة أن لا تضر هذه الأمانة بالأسرة، فقد تستأمن الزوجة أختها أو صديقتها أو أمها على سر معين أو قد تصارحها بمعلومة خاصة، فلا ينبغي على المرأة هنا أن تفشي السر، وكذلك هو الحال بالنسبة للرجل . أيضا إظهار الإعجاب بأشخاص آخرين غير الزوج أو الزوجة .. فقد يعجب الإنسان بشخصية ما، كأديب أو عالم أو شخصية مرموقة، وهذا الإعجاب قد يحصل عند الرجل تجاه المرأة والعكس، إلا أنه من المهم أن يراعي كل طرف عدم إظهار هذا الإعجاب أمام زوجه، ابتعادا عن الإساءة لمشاعره ودرءا لانبعاث بذور انعدام الثقة بين الطرفين |
|
|
|