*الرحلة... لا الهدف *
اذا فكرت فى جميع احباطاتك وتجاربك التى تظن ( انك لم تنجح فيها) ..لوجدت أن شعورك بالفشل نابع من كونك كنت تركز على الهدف ذاته وتحقيقه لا الاستمتاع بالرحلة ....
أنت أردت إنشاء شركة كبيرة و أتخذت الإجراءات التى كانت عبارة عن مغامرات لك فى مكاتب الموظفين ...أكسبت حياتك إثارة و اكتسبت خبرة للتعامل مع الناس ...خرجت من دائرة راحتك..تغلبت على خوفك من الفشل...تعلمت التخطيط والإدارة لأزماتك...كل هذة مكاسب...من الرحلة ( رحلة تحقيق هدفك).. إن لاحظتها واستمتعت بها واعترفت بوجودها تصل حينها لحالة من الاكتفاء الذاتى...فتحمل داخلك ترددات الاكتفاء فيكتمل هدفك....
ولكن ما يحدث حقيقة أنك تركز على تحقيق الهدف ذاته وبداخلك مشاعر لهفة واحتياج ومخاوف...فتمر على تلك الخطوات دون ان تلاحظها او تستمتع بها ....فيبتعد عنك هدفك ...فتخسر مرتين ...متعة الرحلة ومتعة تحقيق الهدف...
الرحلة تقع بين يديك ...تتحكم بها...أنت من تخطط...تحاول...تتغلب ع فشلك...بحول الله وقوته...ولكنها أمور تبدأ من عندك أنت...ان استمتعت بها وجعلتها أهدافك ....لن يهمك إن تحقق الهدف الاكبر ام لم يتحقق فأنت فى كل الحالات فائز ..واستمتعت بالتجربة...واستفدت منها...حينها يختفى من حياتك مفهوم الفشل ....
أذكر أننى كنت أؤجل دائما التحاقي بكورسات للغة خوفا من فشلى فى الاختبار المبدئي...وفى فترة ما اتخذت القرار واشتركت وحددت ميعادا وذهبت الى هناك وفى كل خطوة كنت اشعر بالانتصار على نفسي...على مخاوفى...بداية من النية والرغبة وحتى التنفيذ...الغريب أننى حصلت على مستوى أعلى. مما توقعته لدرجة أننى صرت أتأكد مرة أخرى مما سمعته من السكرتيرة....عندما وصلت الى هدفى وصلت إليه وانا ممتنة ومدركة لخطوات نجاحى داخل نفسي....فوصلت اليه بمشاعر وفرة واكتفاء ...فحصلت على وفرة فى النتائج ايضا.
أنت تصلى لأنك تريد أن تنهى صلاتك المفروضة...ولكن نسيت الاستمتاع بالخشوع والحديث الفضفاض مع الخالق و المقابلة التى تجلس فيها امام ربك ونبيك وتلقي السلام عليهم فى التحيات...انت اضعت الرحلة من اجل تحقيق الهدف فتضيع منك الرحلة ومتعتها ولا يقبل الهدف منك ...هكذا تسير الأمور ...
تذكر....استمتع برحلتك...ولا يكن كل همك هو الوصول للهدف |
|
|
|