مدينة فالنسيا
تعدّ فالنسيا من أشهر المدن الأوروبية، وهي تقع في إسبانيا، وتشتهر بخصوصيتها إذ تكثر بها الاحتفالات التي تتم في شوارع ومقاهي المدينة، وأهمها المهرجان الرئيس الذي تمتلئ فيه مدينة فالنسيا بالكثير من مظاهر الاحتفال كالورق الملون والزينة المختلفة التي تمتد في شوارع المدينة، بالإضافة إلى الكثير من الألعاب النارية التي تسطع جميعها في ساحات فالنسيا في بضع ساعات في ليلة واحدة، حيث تتميز فالنسيا في أيام الاحتفالات بصخب الشوارع والشوكولاتة في يد الجميع والاستيقاظ طول الليل والموسيقى التي تسري في نواحي المدينة، وسيتناول هذا المقال بعض الحقائق عن مدينة فالنسيا.
تاريخ مدينة فالنسيا
فالنسيا هي واحدة من أهم المدن في إسبانيا، وقد تأسست في العصر الروماني في 138 قبل الميلاد، وهي بذلك واحدة من أقدم دول أوروبا، ويمكن توضيح تاريخ مدينة فالنسيا فيما يأتي:
نشأت مدينة فالنسيا أولًا تحت اسم فالنتيا إديتانوروم، وبعد بضعة قرون، ومع فراغ السلطة الذي حدث وقتها، تولت الكنيسة الكاثوليكية مقاليد السلطة في المدينة.
استسلمت فالنسيا إلى المغاربة الغزاة، من البربر والعرب، في حوالي 714 م، وتحولت كاتدرائية سانت فنسنت إلى مسجد.
حاصر مدينة فالنسيا النبيل القشتالي رودريغو دياز دي فيفار، بقيادة جيش مسيحي ومغربي مشترك، بداية من عام 1092، وبعد انتهاء الحصار في مايو 1094، حكم المدينة والأراضي المحيطة بها إقطاعية خاصة به لمدة خمس سنوات من 15 يونيو 1094 إلى يوليو 1099.
بقيت مدينة فالنسيا في أيدي القوات المسيحية حتى عام 1102، عندما استعاد المرابطون المدينة، فقد سيطر المرابط مازدلي على فالنسيا في 5 مايو 1109.
عندما سقطت المدينة على يد جيمس الأول من أراغون، شكل اليهود في المدينة حوالي 7 في المئة من السكان.
تم تدمير الحي اليهودي في سنة 1391.
تم بناء بعضًا من أكثر المباني شهرة في المدينة خلال هذه الفترة، بما في ذلك أبراج سيرانس، و سيلك إكستشنج، وكنيسة ملوك دير سانت دومينيك.
ارتفعت فالنسيا، مع الوقت لتصبح واحدة من أكثر المدن نفوذًا على البحر الأبيض المتوسط ​​في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ومع ذلك، في أعقاب الاكتشاف الأوروبي للأمريكتين، لم يتمكن سكان منطقة فالنسيا، مثل الكاتالونيين والأراغونيين والماغوريين، من الاستفادة من المشاركة في التجارة في العالم الجديد بسبب موقعهم بعيدًا عن ساحل المحيط الأطلسي.
اقتصاد مدينة فالنسيا
تمتعت فالنسيا بنمو اقتصادي قوي قبل الأزمة الاقتصادية في عام 2008 ، والتي نالت كل الدعم من قبل مجالات السياحة والبناء، بالإضافة إلى التطور المتزامن في مجالات الاتصالات والنقل، ويمكن توضيح نبذة عن الاقتصاد في فالنسيا فيما يأتي:
يعتمد اقتصاد مدينة فالنسيا على الخدمات، حيث يعمل حوالي 84ظھ من السكان العاملين في وظائف قطاع الخدمات.
تُسهم في اقتصاد فالنسيا مجالات التجارة والتعليم والترفيه والإعلام والأزياء والعلوم والفنون.
يبلغ إجمالي الناتج المحلي لمنطقة فالنسيا الحضرية 52.7 مليار دولار، بما يعني 28141 دولارًا للفرد.
يعد ميناء فالنسيا هو الأكبر على الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط ​، وهو الأول في إسبانيا في حركة الحاويات اعتبارًا من عام 2008 في إجمالي حركة المرور.
الصادرات الرئيسة هي المواد الغذائية والمشروبات، وتشمل الصادرات الأخرى: البرتقال، والأثاث، والبلاط والسيراميك، والمراوح، والمنسوجات ومنتجات الحديد.
شهدت فالنسيا، التي كانت سابقًا مركزًا صناعيًا، تطوراً سريعًا في السياحة وسّع إمكاناتها الثقافية والسياحية، وحولتها إلى مدينة جديدة نابضة بالحياة.
مناخ مدينة فالنسيا
يتنوع المناخ في مدينة فالنسيا كغيرها من الدول الأوروبية، فالصيف في فالنسيا حار وجاف، ويمكن أن تتراوح درجات الحرارة في أي مكان في ربوع فالنسيا بين 35 درجة في النهار، على الرغم من أن هذا العام وصلت درجات الحرارة إلى 40 درجة، أما في الليل فتبلغ متوسط درجات الحرارة 25 درجة، وهذا يستمر حوالي 2-3 أشهر، أما في فصول الشتاء فدرجات الحرارة ليست قارصة البرودة، لكنها باردة أيضًا، وفي الأسبوع الأول من ديسمبر، تتراوح درجة حرارة النهار بين 16 و 17 درجة، ودرجات حرارة الليل من 6 إلى 7 درجات، ومن المتوقع أن تصبح أكثر برودة، ومن الطبيعي أن تصل إلى 3-4 درجات في نهاية ديسمبر حتى منتصف يناير وما يتبع ذلك من تساقط الثلوج لاسيما في الليالي التي تبلغ فيها الحرارة 1 درجة، وفي منتصف فبراير يكون الجو باردًا للغاية ويستمر الشتاء حتى مارس.
السياحة في مدينة فالنسيا
سميت فالنسيا مدينة أبراج الجرس المائة، وأبرزها برج القوطي ميغيليت الذي تم تشييده ما بين سنوات 1381-1424 بجوار الكاتدرائية، وبرج سانتا كاتالينا سداسي الذي تم تشييده في سنوات 1688-1705، ويمكن ذكر بعض أشهر المعالم السياحية في فالنسيا فيما يأتي:
تمثل كاتدرائية فالنسيا التي تقع في وسط المدينة القديمة منذ القرن الثالث عشر مزارًا سياحيًا هامًا، وهي تتميز بأبوابها الثلاثة على التوالي: الرومانية والباروكية والقوطية، وهي تمتلك بداخلها العديد من الأعمال الفنية، بما في ذلك لوحتان دينيتان كبيرتان من تصميم غويا، وفي يوم الخميس عند الظهر، يُفتح مدخل الكاتدرائية إلى ساحة أشهر المحاكم الإسبانية التي كانت قائمة منذ القرن العاشر على الأقل.
من أشهر مباني المدينة البارزة برلمان فالنسيا حيث يجاوره فناء من القرن 15وهو مبنى يضم العديد من المحفوظات المهمة.
تضم مدينة فالنسيا متحفها التاريخي الكلاسيكي الذي تأسس منذ القرن الثامن عشر، وتضم بعض البنايات الغربية متحف علم الحفريات.
يوجد في فالنسيا العديد من الحدائق النباتية ومتاحف الفن.
مدينة الفنون والعلوم عبارة عن مجمع كبير يضم قبة فلكية ومتحف علوم ومشتل، ويشتمل المجمع على هندسته المعمارية الفريدة، ويضم مبنى عين الحكمة، وهو عبارة عن مبنى على شكل عين مصمم من قبل المهندس المعماري الإسباني سانتياغو كالاترافا، بالإضافة إلى أكبر مركز بحري في أوروبا وهو مزار هام لعدد هائل من السياح سنويًا.
تشتهر فالنسيا بالكثير من الآثار والتماثيل.
تتميز فالنسيا بساحة مصارعة الثيران التقليدية، فقد أصبحت مصارعة الثيران عامل جذب رئيس لآلاف السياح. |
|
|
|