الأقارب وواجبنا تجاههم
الأقارب وما أدراك ما الأقارب؟ وهم من تربطنا معهم صلة قرابة كالأم والأب والأخ والأخت والعم
والعمة و الخال والخالة والجد والجدة، وكل من له صلة بهم، ولهذا الموضوع أهمية دينية
واجتماعية وهي صلة الرحم كما أوصى الله سبحانه وتعالى في كتابه وتوعد (( والذين يصلون ما
أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم و يخافون سوء الحساب )) سورة الرعد آية ظ¢ظ، ، وكما أوصى
رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”
رواه البخاري.
وهناك الكثير من الأدلة من القرآن والسنة تدل على أهمية صلة الرحم في الدنيا و الآخرة، فهي
لها فوائد وعواقب، الملاحظ في هذه الآونة ومما رأيته أنا شخصياً ومما رأيته عند البعض، وقد
حدثوني عنه أن هناك شبه قطع لصلة الرحم من بعض الأقارب والعياذ بالله، وليس هناك سبب
مقنع، إلا أنه إن عللنا السبب قد يكون الكبر وعدم وجود مصالح دنيوية مشتركة.
التقصير في صلة الرحم
وتجد أن هذا القريب قد يكون حتى أخوك أو أختك فهل هذه هي الأخوة؟ والبعض من الأخوان
والأخوات قد يكون متزوجا فينسى جميع أهله، وكأنه لم يصدق أنه متزوج أو أن أحدا قبل به، أو
أنه يحسب أنه انتقل إلى حياة أخرى لا يهم فيها أي أحد إلا زوجتي أو زوجي، إن تكلمنا عن هذا
الموضوع، فالأم و الأب سنخرجهم من صلة و عدم صلة لأننا مجبورون لصلتهم وبرهم مهما كان
السبب، فلا يحتاج أن أتطرق لأهمية ذلك والأدله كثيرة.
ولو كان بعض الوالدين لا يعدلون بين أبنائهم، ويظلمون البعض منهم، ويشقون عليهم في تحمل
أشياء فوق طاقتهم، فكأنهم يريدون استغلال ما قد فعلوا لهذا الابن، وإن كان لا يستيطع رد
جميلهم هذا الابن فبديهياً والواجب عليهم المحبة الدائمة والشفقة على ابنهم، والابن الصالح
سيبر بوالديه من دون تلميح أو طلب.
أصبح أغلب مجتمعنا المسلم خاصة كما يقول البعض أقارب كالعقارب، لا نريد الجمعة، ولا نريد اللمة،
ولا يهم أخ أو أخت وصلني، أو لم يصل. لا يهم إلا إن كان هناك مصلحة وخاصة مادية، وكأننا
نشتري السلام والكلام والمحبة، والرحمة والعشرة فهل هذه صلة القرابه؟ وهل تتوفق بذلك
الفعل؟ وهل أنت عبد محبوب عند ربك وخلقه؟.
غرباء أفضل من الأقرباء
هؤلاء هم الأقرباء الغرباء. والله وبالله إن بعض الغرباء أفضل من القريب القاطع لغير سبب أو
بسبب خبث، أو بسبب مصلحة لأنه دنيئ، من المنطلق الديني والعقلاني، فالمهم هي نيتك أمام
ربك في محاولتك لصلة رحمك، وحاول وحاول، فإن رأيت جفاء و صدودا وتوليا فاتركهم يولوا
الأدبار، ولا تعرهم اهتماما حتى يصلوك فصلهم، ولا تسترجع الماضي، وتعامل بالمثل لأنك مسلم
يجب أن تعامل كما علمك ربك ونبيك، والله كفيل بحسابك وحساب من قطعك هذا.
الغرباء بعضهم ليسوا بغرباء، بل أقرب من الأقرباء، وهم الأصدقاء. فالمهم هو الهداية و المحبة
كيف أن الله سبحانه هدى لك هذا الإنسان، وحبّبه بك وأنت هداك له، وأحببته، وسخركم لبعض
وكأنكم إخوة من والد واحد ومن دم واحد إلا ما حرم الله، فهذا ليس هو الغريب الذي أقصده،
بل أقصد ما هو ضد القريب، ألا وهو البعيد والبعيد غريب عنك وعليك.
فاللهم أصلح أحوالنا مع أقاربنا، ومع الأصدقاء وخلقك أجمعين وحبّب عبادك بنا وحببنا بهم،
ووفقنا إلى ما تحبه وترضاه، وصل اللهم على نبينا محمد وسلم عليه.
~
|
|
|
|