ثمّة علامات يسلكها الفرد عندما يفقد الإحساس بالأمان باعتباره حاجة نفسيّة ضروريّة، منها:
١- نزعة الحماية.
عندما يفقد الفرد إحساسه بالأمان يصبح نزّاعًا إلى حماية ذاته بكلّ الطرق والوسائل، وبسبب هذه النزعة قد ينشأ عنده نوع من التهيُّؤ الدائم للدفاع عن النفس [بلا مُناسبة]، ردود أفعاله الاستباقيّة قد تُوقعه في مواقف مُربكة ومشاكل عابرة تخلق من اللاشيء شيء. لهُ قلق مميّز لا يغيب عن لِحَاظ النفوس العميقة، تُحيط به هالة مُنكمِشة، يتّسم بنظرات مُتحذّرة وغائمة، تشعر بأنه يُحدّق إلى شيء غير مرئي، يأنف من إظهار ليونته بسهولة، من الصعب استيعاب إحساسه. تعرفه مِن محاولته لاجتذاب أي شيء بالقرب منه، في الحشود تراه يشدّ حقيبته إلى ظهره كتعبيرٍ عن الحماية، في المجالس المكتظة يلتصق بالزوايا، في المناسبات تستعين يده بوسادة الأريكة. له سياسته في توفير الدعم النفسي بلُغة جسد دقيقة.
٢-اتساع فجوة الجانب الروحي.
حين يعجز الفرد عن تلبية مطالبه الروحيّة، وينحرم من الإحساس بالخالق، ويُشكّك باليقينيات، ويشعر باليأس من وجود ركيزة ثابتة تُمكّنه من الاعتصام بها، يعتريه من حينٍ إلى آخر الشعور بالاستيحاش والشوق إلى مَن يستمع إلى أنين روحه. من ثم يلجأ إلى تعويض فَجْوته الروحيّة بتلبية مطالب جانبه العاطفي الذي يدفعه إلى تعظيم فرد معيّن، أو جماعة معيّنة، فإذا لم يجد مَنْ يستحق التعظيم، عظّم ذاته حد الهوس.
٣- نزعة الاكتناز.
هذه النزعة تدفعه إلى الاحتفاظ بأشياء يتوهّم بأنها تمدّه بالإحساس بالقوّة وأنها جزء من هويّته الشخصيّة، فيجد صعوبة في التخلّص منها أو استبدالها.
٤- نزعة الامتلاك.
فاقد الأمان يحاول إثبات ذاته من خلال فرض امتلاكه لفرد أو جماعة، حتّى وإنْ حاول التظاهر بعدم الرغبة في الامتلاك، ثمّة إحساس مُظلم يدفعه إلى الإحاطة القهريّة بالشخص المملوك. ذلك أنّ القدرة على الامتلاك تُعدّ من أكبر بواعث الشعور بالأمان؛ وهذا يُؤكّد بأن نزعة التملّك شكل من أشكال الخوف.
٥- البحث عن التقبُّل.
فاقد الأمان قد يميل إلى تفضيل هذا المبدأ في رابطة الزواج:
"أنْ أرتبط بشريك يُحبّني، أفضل من أن أرتبط بشريك أحبّه."
في سبيل الإحساس بالضمان، قد يُفضّل الشعور بالطمأنينة على الشعور بالحُب، فيبحث عن الرابطة العميقة مع الشريك المُحِب حتى وإنْ لم يكن يبادل شريكه الحُب، لكونه يجد صعوبة في تقبّل الرفض، ولحاجته الشديدة للشعور بالأهميّة.
٦- المُعاملة الضبابيّة.
تتّسم معاملته للآخرين بعدم الوضوح وكأنه يحذّرهم من التطاوُل عليه، وقد يواجه صعوبة في سرعة الوثوق بهم والانفتاح معهم بسبب بعض الجروح العاطفيّة التي تعرّض لها في وقتٍ مضى.
س: لماذا الإحساس بالأمان مهم جدًا؟
ج: لأنه يمنحنا الشعور بالسكينة الغامرة والحماية الكافية التي بدورها تُحافظ على أنهارنا المِعْطاءة، وتدفعنا إلى أن نأْتَمِن ونُؤْتَمن ونبني الجسور المتينة بيننا وبين الخالق والمخلوقات. فإنّ النفس إذا افتقدتْ أمَانها، غاضتْ أنهارها، وغابتْ أنوارها، وظلمت وأظلمت. |
|
|
|