الحب هو زاد الحياة وبدونه لا طعم لها، وقصص الحب مستمرة طالما هناك كائنات تتنفس على سطح الأرض.
فهل نؤمن بالحب؟ أم أنه لم يعد موجودا على الكرة الأرضية؟ ثم ماذا عن حب المواقع والتواصل الإلكتروني لنرى من هم أبطال قصص الحب الوهمي بعد قراءتي المستفيضة عن هذا النوع من الحب استنتجت أن ضحاياه غالباً المهمشون الذين يبحثون عن الحبّ بأي طريقة.
والسَّبب الثاني يعود إلى إحساسهم بالنَّقص، وعدم الِّثقة بالنَّفس، والمعاناة من إحساس الرَّفض، واعتباره شخصًا غير مرغوب فيه، أو ليست لديه فرصة للتَّعارف والارتباط بالطَّرف الآخر على أرض الواقع، أو التَّفكك الأسري، وعدم إشباع الحاجة للحبِّ والحنان العاطفي لديهم، هذا إذا كان شاباً يافعاً؟! أما لو كان كهلاً ناضجاً فنحن أمام قدوة لا يقتدى به.! وحسب ما سمعت وقرأت أن أكثر الذين يمارسونه كبار في السن تركوا أمسهم ونسوا أعمارهم وانصرفوا يتقمصون ويرتدون ثوب المراهقة الثانية..! فشلوا في بناء علاقتهم الجدية مع زوجاتهم وأبنائهم وأشعلوا عاطفتهم المجانية على مواقع التعارف، فهي الملاذ الآمن بالنسبة لهم يقضون الساعات في أحاديث مع العشيقة الوهمية؟! ربما تكون على شاكلتهم ناضجة فسيولوجياً فقط.! أو غرة مراهقة خفيفة عقل مُهملة مهمشة تعاني من فراغ عاطفي وواقع كئيب..! أما ما يميز العاشقين الإلكترونيين أنهم يملكون وقت فراغ كبيرا، فهم فارغون وإن امتلؤوا مسؤولية لا يجدون ثقة بأنفسهم ليحبوا وينحبوا في الواقع. لا يقوون على إظهار ما بداخلهم إلاَّ أمام الشاشة ومن وراء حجاب!. أما ما ينتج من تبعيات وسلبيات هذا النوع من الحب عدم اعتماده على بيئة خصبة، مجرد أوهام. محاولة كلِّ طرف التَّجمل، وادعاء المثالية، واعتماد كلِّ طرف على ما يقوله الآخر فقط، وهذه نقطة في غاية الأهمية لأنَّ الغالبية يؤمنون في بداية دخولهم بأنَّ الإنترنت عالم مثالي، لا كذب ولا خداع فيه، لكنَّ الحقيقة أنَّه عين الكذب وذروة سنامه! يفوق الواقع بمراحل كبيرة ولا يوجد رادع لذلك الخداع، لنكتشفه، والثِّقة مبنية على كلام الآخر فقط.
الاعتماد في حبِّ الآخر على طريقة كلامه، وأفكاره فقط، وإهمال جوانب كثيرة أهمها السن الحقيقي لكلا الطرفين والمظهر وطريقة التَّعامل في الواقع، والحياة الاجتماعية، والبيئة، بالإضافة إلى اختلاف أفكاره على أرض الواقع، وصفاته الحقيقية، والتَّطبيق العملي في الواقع.
طول فترة هذا الحبِّ دون وجود صورة واضحة لنهايته.
الخلاصة: بزوال السَّبب يزول هذا الحب، مجمل القول يتضح أن المرأة أو الفتاة التي تجمعها علاقة برجل ما تعتقد أنه يحبها فعلاً بدليل أنه عقد علاقة معها إلا أنها تفيق متأخرة على كارثة ووهم عواطف رخيصة وكرامة مسفوكة. خاتمة.. بعض الأسئلة نطرحها لكلِّ من سقط ضحية هذا الوهم، أنْ يسأل نفسه عن الأخطاء التي ارتكبها هو وشريكه في اللعبة في حق نفسه وفي حق دينه؟ كم مرة وجدت نفسك تكذب على الطَّرف الآخر؟ كم مرة تقمصت دور الحنون، الرُّومانسي، الطَّيب، الصَّبور، المؤثر على نفسه لسلب مشاعر الآخر أو استمالته؟ كم مرة شكوت الحنين الوجداني، لجرِّ الطَّرف الآخر إلى المصيدة؟ كم مرة مثلت دور الضَّحية والمخدوع في الحبِّ؟ كم مرة مثلت دور من يلملم جراحه، ويبحث عن بديل مخلص، وديع، محبٍّ لشد الطَّرف الآخر؟ طبعاً أنت تجيب عنها أيها العاشق الوهمي بينك وبين نفسك، ولن نرغمك منعاً لإحراجك وخجلك من نفسك..!