.. النور الأول ..
الصدق مع الله فهو الأساس، ومنه انطلاق النور،
ويكون بالرجوع الصادق إليه بالتوبة والانكسار والافتقار إليه
عندها تتحرك الأرض لك ، إنه الصوت العالي الخفي
من الأرض للسماء، طلته ونوره "" إن تصدق الله يصدقك ""
.. النور الثاني ..
الصدق في الإرادة صدق الداخل ، إن أغلب الصعوبات
التي تواجهها تحتاج إلى إرادة وعزيمة لتخطيها، قوة الإرادة تكمن
في صدق الإنسان في التعامل مع الصعوبات ،
في أضيق الأمور وأصعب الأوقات يظهر صدق الإرادة
قال تعالى:
{ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة , ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين }
عندما يتدفق الصدق من الأعماق تلتهب العزائم وتشتغل،
فلا تردد ولا خور، فيستفرغ الوسع ويبذل الجهد.
.. النور الثالث ..
الصدق في حب الناس إنه الحب النابع من الصميم ،
الصدق في أن تأتي من هم أقل منك فتجلس معهم وتسألهم
وتسألهم عن احتياجهم ومشاكلهم، الصدق الذي جعل نبينا محمد يصلي وهو قاعد؟
وحينما سئلت السيدة عائشة أجابت: "" بعد ما حطمه الناس""
إنه صدق يحرك قلوب الناس للإستجابة، صدق العين التي تدمع .
الصدق في حب الناس وبلا شروط، وحبهم كما هم ، وكما يريدون لاكما تريد أنت ،
وعدم إجبارهم على شئ خلاف ما تقتضيه إرادتهم الصدق
في مشاعرك تجاه الآخرين، فتجعلهم ينفسون
عما في صدورهم، الصدق في توجيه الناس نحو النجاح،
ومساعدتهم للتغلب على ظروفهم ومشاكلهم،
الصدق في النظرة الحانية المشعرة ؟
أن وراءها قلبا صادقا يحترق من أجلهم ،
الصدق في الابتسامة الصادقة الباعثة بالأمل ،
ولن يكون ذلك إلا عندما تحبهم وترحمهم.
.. النور الرابع ..
الصدق في التوجية وهو الأمر الذي لا يمكن تزويره وتدليسه ،
فأنت قد تخدع الأفراد لفترة محمدودة بالكلمات المعسولة ،
للصدق اشعة تتجلى في خماسية النور
إلا أن التوجيه هو المحك لكشف التزوير الداخلي،
فالتوجيه والاستجابة هي العلامة البارزة في القبول،
شعار الصادقين تلك الكلمات المحيطة التي جاءت على لسان
أسعد بن زرارة لمصعب بن عميرحين جاءه أسيد بن حضير فقال:
""" يا مصعب هذا سيد قومه قد جاء فأصدق الله فيه"""
.. النور الخامس ..
الصدق في حمل القيم والمبادئ فهي روح الإنسان وعبيره الفياض ،
إن القيم والمبادئ التي لم تترتسم في داخلك وفي واقعك ،
وفي كلماتك ؛ قيم زائلة لا محالة، مهما ضحكت على الآخرين
فإنك لن تستمر، وسوف تنهار علاقتك معهم،
اغرس في نفسك مبدأ"" إني جاهل """هذا المبدأ المنزوع عند الكثيرين ،
بالذات حينما تتعامل مع من هم أقل منك،
أو أصغر سنا منك، إنك إن حملته متصنعا فلن يستمر معك،
بل لابد أن تنحته في قلبك وتستشعره بكليتك.
اغرس في نفسك مبدأ "" أنك تتعامل مع بشر""
وليسوا الآت هذا المبدأ الذي دمر الكثير من العلاقات ،
ففي ساعات الغضب ولحظات الغفلة تطلق الكلمات
مشعرة الآخرين بأنهم ينبغي ان تعملوا وبلا مقابل وبلا شعور وإحساس،
تتعامل على أنهم جمادات لا شعور لهم.
إن كانت قيمك عكس ذلك فابدأ من الآن ... قبل أن يأتي عليك يوم تبقى وحيدا.
*والآن
عليك بمقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"" عليك بإخوان الصدق فعش في اكنافهم ، فهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء"" |
|
|
|