عندما أصابت الرصاصة قلبي لم أمت ولكنني مِتُ لمَّا رأيتُ مُطلِقها."
كم من رصاصة نتلقاها من أقرب الناس إلينا، فلا نعبأ بألم الرصاصة بقدر ما يحزننا ويعذبنا أنها جاءت من أغلى وأحب الناس إلينا، فهل تطلقين الرصاص على أبنائك؟
الرصاصة التي أقصدها هنا هي رصاصة النقد المميت؛
فبعض الأمهات لا تخلو ألسنتهن من النقد المستمر لتصرفات أبنائهن، ينتقدن طريقة مذاكرتهم، وأسلوب لعبهم، ومشيتهم، وجلستهم، وطريقة كلامهم، حتى ابتسامتهم.. كل شيء وأي شيء في شخصية الأبناء معرض للنقد حتى مزاياهم يقمن بنقدها بحجة أنهن يحاولن تشجيع أبنائهن للوصول إلى مستويات أفضل في هذه الصفات والقدرات!
رصاصات متكررة تتلقاها قلوب الأبناء،
ولو جاءت من غير الأم لأصابتهم أصابات مؤلمة تعذبهم وتشقيهم، ولكنها حين تأتي منك أنت ومن أبيهم فإنه تميتهم بعد أن تشقيهم، فهل توقف لسانك عن النقد الهدام والكلمات المسمومة وقمتِ باستبدالها بكلمات أكثر تشجيعا وأكثر عذوبة؟
النقد المستمر يجعل أبناءك يفرون من مجالستك فرارا، ويرفضون بكل عند وإصرار الاستجابة لتوجيهاتك مما يفقدكم القدرة على التواصل معا، فإذا كنتِ قد وصلتِ إلى مرحلة عدم القدرة على التواصل مع الأبناء فابحثى عن الرصاصات التي تسكن على جنبات لسانك فقد تكون سبباً من أسباب ابتعادهم عنك، ونفورهم منك، وعدم استجابتهم لمحاولاتك للتقرب منهم.
ابحثي عن هذه الكلمات واقذفي بها في صحراء نائية، أو ادفنيها في قبر عميق حتى يصبح التواصل بينكما طيبا وفعالا.
أضيفي إلى قاموسك المزيد من الكلمات الإيجابية لتصبح دواء يداوي أثر رصاصاتك القاتلة، ولتصبح زادا يدعمهم في الفترات القادمة، ولتصبح داعما إيجابيا يزيد من تقديرهم الذاتي لأنفسهم، ويعزز ثقتهم بذاتهم ويبنى شخصياتهم، ويجعلهم قادرين على تخطي عقبات الحياة بسلام.
فرَّغي مسدسك من الطلقات القاتلة فلا يليق بأم حنون أن تصبح ذات يوم لأحب الناس إليها قاتلة.