الأزمات المالية العائلية
يعدّ انخفاض الدخل الناجم عن التسريح من العمل، أو عدم الحصول على دخل من الاستثمارت من الأمور المقلقة والمخيفة جدًا، لذلك إن كنتِ مسؤولة عن الإنفاق فمن المهم أن تتحدثي مع عائلتكِ عن الموقف، وقد أكدت الأخصائية المالية في جامعة ويسكونسن بيجي أوليف أنّ طفلكِ يشعر بسهولة بالضغط الإضافي أو المشاكل المالية، مما يؤدي إلى شعوره بالقلق والتوتر، وانعدام الأمن، ولكنه لا يعرف ما يمكنه فعله اتجاه ذلك، كما أنّ الأزمات المالية العائلية تؤثر على العائلة بسبب غضب الآباء في هذه الفترة وتعرضهم للانزعاج، مما يزيد من التوتر العائلي، ويعد التواصل العائلي هو الحل الأمثل للكبار والصغار، إذ يسهم النقاش في إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل من أجل إدارة الشؤون المالية العائلية، ويمكنكِ بهذه الطريقة أيضًا تعليم طفلكِ كيفية اتخاذ القرارات المالية المناسبة، بالإضافة إلى أنه يمكنه من خلال ذلك التفريق بين الاحتياجات والرغبات.
المشاكل التي تسبب الأزمات المالية العائلية
تعدّ الأزمات المالية العائلية من أشد الأزمات التي قد تؤثر سلبًا على الأسرة، ومن الممكن أن تؤدي إلى حدوث الطلاق، فهو من المشاكل الشائعة في كل بيت، ويوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوثها، ولكن يجب أن تكوني حذرة، وتضعي خطة لحلها قبل أن تؤثر سلبًا عليكِ وعلى عائلتك.
دخل الأسرة غير كافي: تعاني الكثير من الأسر من مشكلة الدخل غير الكافي، مما يسبب حدوث بعض الأزمات العائلية، إذ إنّ تراكم الدَيّن والافتقار إلى المال من أكبر التحديات التي قد يواجهونها، إضافة إلى ذلك تعتمد أغلب العائلات على مصدر واحد للدخل فقط، مما يسهم في جعل أمر توفير المال والتقليل من الديون أمرًا مستحيلًا، لذلك يمكنكِ مشاركة زوجكِ في العمل، وتأمين متطلبات المنزل لحل هذه المشكلة.
تراكم الديون: تعاني الكثير من الأسر من مشكلة الديون المتراكمة نتيجة عدم توفر المال الكافي لتأمين احتياجات الحياة، مما يسبب الكثير من الأزمات المالية العائلية، لذلك يجب أن تضعي خطة واضحة للتقليل من هذه الديون، كما أنّ فقدان زوجكِ لوظيفته قد يعرضكِ لحدوث هذه المشكلة، ولحل تلك المشكلة يجب أن تتخلصي من الديون المتراكمة وتجدي مصدرًا آخرًا للدخل، بالإضافة إلى دخل زوجكِ، ويجب أن تحتفظي بمبلغ من المال في حال حدوث أي أزمة.
حلول لأشهر الأزمات المالية التي تواجه العائلات
يعد النقاش الذي يدور شهريًا بين أفراد العائلة حول الميزانية الشهرية والمصروفات من أهم النقاشات والحوارات، وقد تعاني من الأزمات المالية الشهرية التي يجب أن تجدي حلولًا لها، ومن أهم الحلول التي تنصحكِ حياتكِ بها:
تخلّصي من نفقاتكِ غير الضرورية: يمكنكِ حل الأزمات المالية التي قد تواجه عائلتكِ من خلال التخلص من النفقات غير الضرورية، إذ يمكنكِ التقليل من تناول طعامكِ خارج المنزل، وإلغاء عضويتكِ في الصالة الرياضية، ويجب أن تضعي خطة مالية شهرية تتضمن صافي الدخل، والمصاريف، وإن كنتِ تعانين من تراكم الديون، فيمكنكِ مساعدة زوجكِ ومشاركته في العمل من أجل سدادها خلال فترة زمنية قصيرة، واجعليها من أولويات حياتكِ لتتمكني من التخلص منها نهائيًا.
ضعي خطة عائلية لمواجهة الأزمات المالية: يمكنكِ التخلص من الأزمات المالية من خلال وضع خطة يومية وشهرية، فمن الممكن أن تفقدي وظيفتكِ أنتِ أو زوجكِ، مما يعرض العائلة لأزمة كبيرة، لذلك يجب أن تحاوري زوجكِ وتضعي خطة معه لحلها، ويجب أن تبذلي قصارى جهدكِ من أجل الحصول على وظيفة جديدة بأسرع وقت ممكن.
صمّمي ميزانية صارمة: يجب أن تبدئي في تصميم ميزانية صارمة من أجل حلّ الأزمات المالية التي قد تواجه عائلتكِ، ويجب أن تتضمن نسبة الإنفاق التقديري ومعدل الإدخار، وإن لم تتمكني من بناء هذه الميزانية سوف تعانين من الإفراط في الإنفاق، ويجب أن تتخذي التدابير الوقائية من أجل تجنب الخلافات.
نصائح للتحدث مع عائلتكِ عن الأزمات المالية
يعد انخفاض الدخل، وتراكم الديون من أهم المشاكل العائلية المالية التي من الممكن أن تواجه عائلتكِ، وتعد هذه المشكلة من المشاكل المقلقة والمخيفة، ولحل هذه المشكلة يجب أن تناقشيها مع عائلتكِ من أجل الوصول إلى الحلول اللازمة، لذلك تقدم لكِ حياتكِ العديد من النصائح التي قد تساعدكِ في إيجاد الحل المناسب، من أهمها:
يجب ألا تضعي اللوم على زوجكِ وعائلتكِ في حدوث الأزمات المالية، فكل ما عليكِ فعله البحث عن سبب حدوثها، والطريقة المثلى لحلها بعيدًا عن إيذاء مشاعر الآخرين، كما يجب أن تناقشي زوجكِ حول موقفه اتجاه المال، ويجب أن يكون نقاشكِ منظمًا، وأن تحترمي كافة أطرافه، ويجب أن تجدي أرضية مشتركة بينكما لكي تتمكنا من العمل على إيجاد الحلول.
يجب أن تتأكدي من أنّ الوقت أصبح مناسبًا للتحدث حول الأزمات المالية وحلولها، إذ إنّ اختيار الوقت الخاطئ يسبب حدوث الكثير من المشاكل الزوجية بينكِ وبين زوجكِ، وإن شعرتِ أنّ النقاش يزعجه يجب أن تفكري في تغيير طريقة النقاش أو تأجيله إلى وقت آخر.
يجب أن تستمعي لزوجكِ أثناء الحديث عن الأزمات المالية، وتجنّبي إلقاء الاتهامات عليه، ولا بدّ أن تجدي وسيلة لإيجاد التناغم بينكما من خلال وضع الأهداف والأولويات والضروريات المالية، ويجب أن تخصصي وقتًا من أجل تنظيم الاجتماعات من أجل المضي على المسار السليم.
خطوات حل الأزمات المالية العائلية
هل تعاني أسرتكِ من ضائقة مالية لا يمكنكِ حلها لوحدكِ؟ يجب أن تضعي خطة مناسبة للتخلص من هذه الأزمة من خلال الالتزام ببعض الخطوات، إذ إنّ اتباع هذه الخطوات يسهم في سداد الديون، والحصول على مبلغ مالي جيد، وتلبية الاحتياجات الأساسية للعائلة، ومن أهم هذه الخطوات:
الاجتماعات العائلية: يجب أن تبدئي بحلّ الأزمات المالية فورًا من خلال تحديد الوقت المناسب لإجراء الاجتماع العائلي، وفي البداية يجب أن تحددي الأهداف التي يجب تحقيقها، واتركي لكل شخص في العائلة دورًا للوصول للحلّ، فمن المهم أن تناقشي زوجكِ وأبنائكِ خلال هذه الفترة الصعبة.
تقليص النفقات: يجب أن تخطّطي مع عائلتكِ بجدية من أجل تقليص النفقات، فمن المهم البحث عن البدائل المثلى لبعض النفقات، فعلى سبيل المثال يمكنكِ التخلي عن بعض التكاليف مثل تكاليف حضور فيلم في السينما أو اشتراك الإنترنت، واستبدالها باستعارة بعض الكتب من المكتبة، أو تبادل الأفلام مع الأصدقاء، إذ إن العثور على بعض البدائل المجانية يسهم في التخلص من الضائقة المالية.
البحث عن وسائل أخرى للحصول على المال: يجب أن تتخذي قرارًا بخصوص التكاليف المالية، وإن لم تتمكني من ذلك يمكنكِ البحث عن وسائل أخرى للحصول على المال مثل البحث عن وظيفة أخرى أو زيادة ساعات العمل، ويمكنكِ أيضًا الحفاظ على سعادة الأسرة وصحتها عن طريق البحث عن تأمين صحي بتكلفة أقل.
تأثير الأزمات المالية العائلية على طفلكِ
يوجد تأثير كبير للأزمات المالية العائلية على الأطفال خاصة إن كانت أسرتكِ صغيرة، فمن الممكن أن تؤدي هذه الأزمات الناتجة عن فقدان الوظيفة أو الديون، أو لأسباب أخرى إلى الضغط عليكِ وعلى والده، ويؤدي أيضًا انخفاض دخل أسرتكِ إلى شعوركِ بعدم قدرتكِ على تلبية الاحتياجات عائلتكِ الأساسية مثل الرعاية الصحية والأمن الغذائي، والسكن، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الصراع داخل أسرتكِ، ومن الممكن أن تهملي طفلكِ، أو تسيئي معاملته، ولن تتمكني من تسجيله في المدرسة التي يريدها، مما يخلق لديه حالة من الضغوطات النفسية.
قد يعاني طفلكِ من الأزمة المالية التي تمر بها الأسرة خاصةً إن كان في سن المراهقة، فهي مرحلة حرجة من الممكن أن يفكر خلالها بترك المدرسة والبحث عن عمل لكي يساهم في تحسين اقتصاد الأسرة للوصول إلى الأمن الاقتصادي، وتعد التغيرات الناتجة عن هذه المشاكل تغيرات عميقة تؤثر على صحة عقل طفلكِ بعمق، مما يؤدي إلى إصابتهم بالقلق، وبعض التغيرات السلوكية والعاطفية، وفي هذه الحالة يمكنكِ اللجوء إلى الطبيب النفسي من أجل الحصول على العلاج اللازم، إذ يستخدم الطبيب الأدوات اللازمة للتربية الإيجابية، ويعالج مشكلة الإهمال لديه، كما يعزز من قدرته على الصبر، مما يمكّنه من التعامل بفعالية مع الضغوطات الأسرية، ويمكنكِ الحصول على بعض النصائح من الإنترنت أو الكتب المختلفة لكي تتعاملي مع طفلكِ بحذر أثناء حدوث الضغوطات والأزمات المالية العائلية الشائعة.
الجهات التي يمكنكِ اللجوء إليها لحلّ الأزمات المالية العائلية
من المهم أن تلجئي لبعض الجهات إن كنتِ تشعرين ببعض الضغوطات والأزمات المالية الصعبة، ولا داعي للخوف والخجل من طلب مساعدة الآخرين، إذ يعد هذا الخيار من الخيارات الحكيمة التي يمكنكِ استخدامها للتخلص من القلق والتوتر، ومن أهم الجهات التي يمكنكِ اللجوء إليها:
العائلة والأصدقاء: تعد عائلتكِ وأصدقاؤكِ من أهم الجهات التي يمكنكِ اللجوء إليها، فهم لا يريدون رؤيتكِ تتألمين وتعانين لوحدكِ، إذ سيمدونكِ بالدعم والراحة الحقيقية، وسوف تجدين أذن حكيمة لتسمعكِ، مما يسهم في تقليص حجم الضغط الواقع على كتفكِ.
المستشارون الماليون: يمكنكِ الحصول على مساعدة مهنية من قبل المستشارين الماليين خلال الأزمات المالية العائلية، إذ يملك هؤلاء الأشخاص معرفة واسعة في الحلول المالية المناسبة لكل مشكلة، ويمكنهم مساعدتكِ في إيجاد خطة مثلى لحل المشكلة.
خبراء الصحة العقلية: يجب أن تزوري الطبيب النفسي خلال الأزمة المالية من أجل الحصول على الإرشادات اللازمة، إذ تزداد الضغوط النفسية خلال هذه الفترة، ولا يمكنكِ حل المشكلة لوحدكِ، لذلك يجب أن تتحدثي مع طبيبكِ وتشرحي له مشاعركِ الناجمة عن هذه الأزمات مثل القلق واليأس والتوتر، كما يمكن أن تشعري بأنّكِ بحاجة إلى المزيد من المساعدة.
الأزمات النفسية الناتجة عن الأزمات المالية العائلية
يحدث العديد من التغيرات داخل الجسم نتيجة الشعور بالتهديد، ومن خلال هذه التغيرات يحدد الجسم ما إن كان يمكنه التحمّل والمواجهة أو الهروب من المشكلة، ومن أهم التهديدات التي قد تؤثر عليكِ وعلى عائلتكِ الأزمات المالية العائلية، إذ يمكنكِ تحديد وضعكِ النفسي وتعرضكِ لهذه التغيرات من خلال مجموعة من العوامل، من أهمها ارتفاع معدل ضربات القلب لديكِ، الأمر الذي يسهم في رفع نسبة إطلاق هرمون التوتر المعروف باسم هرمون الكورتيول، بالإضافة إلى بعض التغيرات التي تمد جسمكِ بالطاقة، وبعد ذلك يحدد ما إن كان يمكنه التحمل أو الهروب من المشكلة، ويعد تحديدكِ لكيفية صرف هذه الطاقة أمرًا مهمًا، فمن الممكن أن تلهمكِ هذه المشاكل إلى العمل والاجتهاد، أو الشعور بالضغوط النفسية التي تؤدي إلى الإحباط والاكتئاب واليأس وغيرها من الضغوطات النفسية، ولكن يجب أن تنتبهي إلى أن استسلامكِ لهذه الضغوطات لفترة طويلة قد يؤثر سلبًا على صحتكِ، لذلك من المهم أن تتبعي بعض الخطوات والاستراتيجات التي قد تخفف من توتركِ.
استراتيجيات تخفف من توتركِ
تسهم الضغوطات والأزمات المالية العائلية في خلق حالة من التوتر لا بد من علاجها حالًا من خلال ممارسة بعض الاستراتيجيات والطرق المتنوعة المخصصة لتخفيف التوتر، إذ تسهم هذه الطرق في تهدئة استجابة جسدكِ للضغط النفسي لكي تتمكني من التفكير جيدًا وبوضوح، ومن أهم هذه الاستراتيجيات:
تمارين التنفس: تعد تمارين التنفس من أهم التمارين التي يمكنكِ ممارستها للتخلص من التوتر والضغوطات النفسية، إذ يمكنكِ ممارستها في أي مكان وفي أي وقت، ولا تحتاج إلى شيء سوى التركيز على طريقة التنفس.
استرخاء العضلات التدريجي (PMR): تسهم هذه الاستراتيجة في استرخاء العضلات والتخلص من التوتر، فهي تعتبر من المسكنات قوية المفعول، وتتميز في أنها مجانية وبسيطة، ويمكنكِ ممارستها في أي مكان.
كتابة اليوميات: تسهم كتابة اليوميات في التخلص من التوتر والمشاعر السلبية التي قد تسبب لكِ الكآبة واليأس، إذ تساعدكِ في إلقاء همومكِ وإخراجها من رأسكِ، ويمكنكِ أيضًا من تطوير هذه الاستراتيجية وتحسينها من خلال إجراء جلسة عصف ذهني من أجل البحث في كافة الحلول المتاحة والمناسبة لمشاكلكِ، مما يسهم في جعلكِ قادرة على السيطرة على المواقف السيئة وتحويلها إلى مواقف إيجابية، فعلى سبيل المثال إن بدأتِ لوم نفسكِ وألقيتِ الذنب على نفسكِ في كل مشكلة سوف يكون الموقف أكثر إرهاقًا، مما يؤدي إلى إصابتكِ بالاكتئاب، بينما إن بحثتِ عن التغيرات الإيجابية الناتجة عن حدوث هذه الأزمات سوف تتمكنين من تجاوزها بسهولة.
كيفية تحويل المواقف السلبية إلى إيجابية
يجب أن تحوّلي المواقف السلبية إلى مواقف إيجابية لكي تخففي من التوتر والقلق بسبب الأزمات المالية العائلية، وفيما يلي بعضًا من الطرق التي تنصحكِ حياتكِ باستخدامها لإعادة صياغة المشكلة وحلّها بإيجابية، من أهمها:
إن كنتِ تشعرين أنّ الضغوطات المالية التي تمرين بها من أنواع الفشل الشخصي يجب أن تذكّري نفسكِ أن الكثير من الأشخاص يعانون من هذه المشاكل، وأنّ هذه الأزمات لا تعد فشلًا بحد ذاته، ويجب أن تنظري إلى هذه المشكلة كفرصة جديدة للعمل وإظهار قوتكِ، وقدرتكِ على التحدي.
إن كنتِ تشعرين بالقلق من تأثير الأزمات المالية على عائلتكِ يجب أن تبدئي بتنمية وتطوير قدرة أطفالكِ وزوجكِ على مواجهة التحديات، الأمر الذي يسهم في تقوية الروابط العائلية.
إن كنتِ تقلقين وتخافين من المستقبل وتأثير الأزمات المالية الحالية على مستقبلكِ ومستقبل أبنائكِ، ذكّري نفسكِ أنها خلقت لكِ فرصة جديدة لكي تغيري من حياتكِ، وتبدئي حياة سعيدة ومليئة بالشغف والمحاولة.
إن كنتِ تشعرين بالقلق والخوف من عدم قدرتكِ على تخطي الأزمات المالية، يمكنكِ الإستراحة قليلًا، وإجراء بعض تمارين الإسترخاء، ثم التفكير بأهم الطرق التي يمكنكِ الوصول إليها لحلّ هذه المشكلة، مما يسهم في إراحة ذهنك، والوصول إلى تقنيات أفضل لإعادة صياغة المشاكل، كما تقلل من الإجهاد الناتج عن التفكير بعشوائية. |
|
|
|