الناصحين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله نبينا محمد وعلي اله وصحبه .
اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله
علانيته وسره فأهلا أنت أن تحمد إنك علي كل شئ قدير.
قال العلامة السعدي رحمه ﷲ:
طُوبى للناصحين
حقيقة ما أعظم توفيقهم، وما أهدى طريقهم!
لا تجد الناصح إلا مشتغلاً بفرض يؤديه وفي جهاد نفسه عن محارم ربه و نواهيه وفي دعوة غيره إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وفي التخلق بالأخلاق الجميلة والآداب المستحسنة!
إن رأى من أخيه خيراً أذاعه ونشره وإن اطلع منه على عيب كتمه وستره!
إن عاملته وجدته ناصحاً صدوقاً
وإن صاحبته رأيته قائماً بحقوق الصحبة على التمام، مأموناً في السر والعلانية، مباركاً على الجليس كحامل المسك: إما أن يحذيك أو تجد منه رائحة طيبة.
إذا وجدت الناصح فاغتنم صحبته وإذا تشابهت عليك المسالك فاستعن بمشاورته.
جاهد نفسك على التخلق بخلق النصح، تجد حلاوة الإيمان، وتكن من أولياء الرحمن أهل البر والإحسان.
لو اطلعت على ضمير الناصح لوجدته ممتلئاً نوراً وأمناً ورحمةً وشفقة.
ولو شاهدتَ أفكاره، لرأيتها تدور حول مصالح المسلمين، مجملة ومفصلة، ولو تأملتَ أعمالَه وأقوالَه، لرأيتها كلها صريحة متفقة.
أولئك السادة الأخيار وأولئك الصفوة الأبرار.
لقد نالوا الخير الكثير بالنيات الصالحة والعمل اليسير!»
[الرياض الناضرة (100/22) من مجموع مؤلفات العلامة السعدي]
والله اعلم |
|
|
|