اشكروا بعضكم البعض في البيت، واعتبروا أنفسكم مقصّرين بحقّ مَن تعيشون معهم تحت سقف واحد، أقول قولي هذا للرجال والنساء الخيّرين، وأؤكّد علىٰ الرجال أن يلتزموا بهذا الأمر كونهم لا يمتثلون في الغالب لأوامر أحد.
أتمنىٰ للرجال أن يبتعدوا ما أمكن عن حالات الغضب بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، وبالصلاة علىٰ محمد وآله، وإذا ما اتّفق أن غلبهم الغضب يومًا، ثمّ هدأت ثورتهم بعد ذلك ينبغي لهم أن يعتذروا لأزواجهم عمّا بدر، ويطلبوا العفو، ولا يتكبّروا أبدًا، لأنّ طلب العفو والاعتذار ذاك يعتبر بمثابة بناء للنفس، وتعلّم للصبر،
فالبيت يجب أن يكون مدرسة، وأفضل من المدارس، وأحسن الكتب الأخلاقيّة، وأسمىٰ معلّمي الأخلاق للرجل وامرأته، وبالخصوص للنساء، وإذا ما رأت المرأة زوجها غاضبًا، ثمّ هدأت سَورة غضبه ولم يعتذر فلتبادر هي بالاعتذار، ولا تركبها سَورات القهر والانفعال والغضب، لأنّ ذلك ليس من الافتخار في شيء، بل من عمل الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس كي يجعل من البيوت نارًا يتدفأ عليها!
فمن رأى من صاحبه عدم اعتذار فلا بأس هو أن يتقدم للاعتذار، ولو لم يكن مقصرًا، فإنْ فعل ذلك خجل صاحبه منه وعلم بأنه المقصر. |
|
|
|