غرام في خصر قصيدة
سعاد الورفلي
بقدر الظلام الذي يتسع
كحضن هاوية
تتغزل بعجوز
يبتاع قلبها بحفنة من
دراهم معدودة
بخْس ذلك الفراغ
والنهار المسكين يتربع
كرجل فقير على نواصي
الضياء
عله ينال رحمة من شفتيها
علها تسدل أهدابها
فينام بلا قلق
يتحسس الوسائد الفارغة
الغيمات العابرة
وحتى المساء المطير
وطيور النوارس التي تنفض أجنحتها
تتقاطر على الأسماك الصغيرة
وجبة شهية
ترى النور للحظة
ترى الأشقياء على الشواطئ البعيدة
الأجساد التي بترها الغرام
نهود على الرمال متدلية
سحابة تعتصرها الرياح
سفينة تتمايل
وعجوز يبتاع الحب
من المغرمات
مقابل قصيدة لشفتيها المورقتين
وعينيها اللتين يغمرهما السواد
يتسع هنالك الظلام
يبتلع النورس الذي شب عن الطوق
أنثى تغوص في البحر
تبحث عن جسدها الذي
أثملته قصائد الغرام
تبحث عن قلبها
الذي توزع بين الشواطئ
وتحت أسكفة القمر
وبين عرائش التوت
وعلى حوائط الذكريات
منديلها الوردي
بعطر الليمون
يطفو ..يطفو..
ترتفع النوارس
بعدما هاجرت صرخاتها
تشق الشواطئ
وتبقر بطون الحكايات
تسترد قلبها
المسروق ذات ليلة
على حين غرة
بعدما أثملتها القصائد الطوال
عشر من السنين مضت
وهي في حضن قصيدة
ترقص على وزنها الذكريات
وتطوف كغريبة بين الديار
وعلى الشواطئ تقتنص المحار
منديلها الوردي يطفو هناك
يحرسه سرب من الشهوات الطافرة
وكهل يرعى الأغاني
للغانيات