المرايا اداة نستخدمها في يومنا اكثر من مره
كي نظهر امام الاخرين بابهى الصور
رغم صمتها رغم هدوؤها
الا انها تحاكي البوح فينا وفي خاطرها كلام
نعم المرايا زجاج يعكس احسن صورنا واجملها
و لكن هل للجماد ان يعكس صورنا الداخلية ؟
حتى نجيب على هذا التساؤل دعونا نبحر مع هذا الموضوع
لعلنا نجد الاجابة
حين ننظر الى المرايا التي تنطبع عليها صفحات وجوهنا
نجد انها باهتة غائمة
مسكونة بالكثير من الضباب الذي
يجعلنا نفكر الف مرة
ماذا اصاب هذه المرايا وكانت من قبل صافية دافئة
ترينا وجوها نضرة عامرة بالحب والراحة والعنفوان؟
ونسال ونحن في خوف من كل شيء
هل تغيرت المرايا الى هذا الحد؟
تضحك المرايا وتكاد تبكي
او تبكي وتكاد تضحك
تخاطبنا بصريح العبارة ودون اي حروف مضافة
او كلمات براقة قائلة
ابحثوا في وجوهكم لا في المرايا
فتشوا في ملامحكم لا في هذا الزجاج المصقول
العيب فيكم وبنظراتكم وبما تحملون في الداخل
المرايا لا تنقل الا الحقيقة بكامل وضوحها وشكلها
فهل بحثتم عن سبب ظهور وجوهكم على هذا الشكل الغريب
الذي لا يحمل معنى ايجابي
عندما نتامل في اعماقنا وفي اسرارنا التي ندفنها
بين ثنايا القلوب نجد انعكاسا غير حقيقي
لصور الوجوه التي في المرايا
لذلك صارت الوجوه باهتة والملامح غريبة
والنظرات مكسورة اكثر مما يجب فحملت المرايا
عري وجوهنا وراحت توزعه على
مساحة مسكونة بالصمت
الصمت الذي اصبح هو سيد الموقف
وتصوروا حين يتربع الصمت
بكل كابته ليطبع الوجوه بشكله وواقعه وابعاده
ما كانت المرايا لتكون على هذا الشكل الغريب لو اننا
صدقنا مع انفسنا وعكسنا صورتنا الداخلية الحقيقية
لتظهر صورة وجوهنا صورة صافية ونقية كنقاء الثلج
لا تلوموا المرايا
فالمرايا لا تلام لانها صادقة
ولا تلوموا ظهور وجوهنا على هذا الشكل الغريب العجيب
فهي هكذا لاننا تعودنا ان تكون هكذا صورة
صامته ناقصة لا تحكي واقعنا الباطن
هل المرايا باهتة؟
هل المرايا التي فتحت القلب على اسراره ؟
هل المرايا التي شاخت فيها الملامح لعيب فيها؟
هل هي التي كسرتنا فصرنا على هذا الشكل من الصمت؟
طبعا لا انها وجوهنا
ملامحنا .. ايامنا
صرخاتنا
انطواء اعمارنا على الصمت
ولان المرايا لا تكذب فستبقى باهتة مادمنا صامتين