نفحـات الله عز وجل
نفحات الله
ويواصل حديثه: «على الحاج وغير الحاج، أن يتعرض إلى نفحات الله تعالى فى هذا اليوم المبارك»، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ألا إن لربكم فى أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها»، فعلينا أن نتعرض لرحمات الله عز وجل، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنَبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير».
تذكير بالآخرة
وفى سياق متصل، يوضح الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء ونائب رئيس جامعة الأزهر سابقا، أن من شرائع الله تعالى الحج؛ لحكم كبيرة، وأسرار لا يعلمها إلا هو سبحانه، إذ قال فى كتابه العزيز لإبراهيم عليه السلام: «وَأَذِّن فِی النَّاسِ بِالحَجِّ یَأتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر یَأتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیق لِّیَشهَدُوا مَنَـفِعَ لَهُم وَیَذكُرُوا اسمَ اللَّهِ فِی أَیَّام مَّعلُومَـاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِیمَةِ الأنعامِ فَكُلُوا مِنهَا وَأَطعِمُوا البَائِسَ الفَقِیرَ».
ويشير إلى أن من أهم منافع الحج وفوائده الجليلة، أنه يذكرنا بيوم القيامة فى الوقوف بعرفات حُفاةً عُراةً خاشعين متذللين إلى الله، فالناس جميعهم موقوفون على جبل عرفات: لا فرق بين غنى ولا فقير، ولا بين ذوى منصب ولا مَن دون ذلك، الكل سواء حيث إن الشعائر والمناسك تجمع الناس كلهم فى زى واحد، وفعل واحد، وقول واحد من جميع الأجناس والبلاد، إذ يذكرون الله تعالى، ويلبون دعوته، وهذا تعظيم لحرمات الله.
ويضيف: هذا الموقف يدعو الأمة كلها إلى الوحدة والتعاون فى مواجهة الأزمات، والتفكر فى الدين بصدق وإخلاص؛ ليعبدوا ربهم حق اليقين، ويتوجهوا إلى طاعته ورسوله، ففيه غفران لكل من حضر الوقوف بعرفة.
ويقول: «ورد أن من أصعب الأيام على إبليس يوم عرفة، إذ يحمل على رأسه التراب، لأن الله غفر للحجاج فى هذا اليوم، فهو من أعظم الأيام فى السنة، ويرفع الله به درجات العباد إلى عنان السماء»، فعن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه».(متفق عليه).
ويستشهد بحديث رسول الله، عليه الصلاة والسلام: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما»، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». (متفق عليه)، قائلا: «طوبى لمن كتب الله له الحج، ووقف بعرفات، وأدى الفريضة» |
|
|
|