العلاقة بين الحالة النفسية والصحة الجسدية
يمكن بيان العلاقة بين الضغط النفسي لدى الفرد وحالته الصحيّة والجسدية بأنّها عكسيّةٌ؛
فكلّما زاد الضغط النفسي على الفرد انخفضت الصحّة العامة لديه،
وتراجَعت وتدهورت، بينما انخفاض الضغط النفسي يَترتّب عليه الحصول
على صحّةٍ جيّدة، ويَعود السبب في ذلك إلى التغيّرات الفسيولوجية في الجسم؛
فأيّ تأثيرٍ نفسي يكون أشبه بحدس إنذار يترتّب عليه ردود فعل في مُعظم أجزاء الجسم،
وهذه التغيرات التي تطرأ على الجسم نتيجة الحالة النفسية التي يمر بها الشخص يُسمّيها
البعض استجابات التهيؤ. يُمكن ملاحظة ردود الفعل المُشار لها عندما يتعرّض الفرد
لموقف يدفعه للحديث أمام جمع من الناس؛
حيثُ تطرأ عليه بعض التغيّرات مثل حركة الرموش، والعرق، وجفاف الحلق، وزيادة ضربات القلب،
وصعوبة التنفّس؛ فكلّ هذه التغيرات نتجت عن الضغط النفسي الذي وُضع فيه الفرد.
أُجريت دراسة على مجموعةٍ من الأشخاص كان الهدف منها بيان الحالة النفسيّة
وأثرها على جهاز المناعة لدى الإنسان، فكانت النتيجة
المذهلة أنّ جهاز المناعة يَنخفض تركيزه في الجسم عند التعرّض للضغط النفسي.
بيّنت إحدى الدراسات التي أُجريت في موضوع الاضطرابات النفسية والوقاية
منها أنّ حوالي 450 مليون إنسان يُعاني من الاضطرابات النفسية على امتداد العالم،
وأنّ ربع البشر سيُصابون بواحد أو أكثر من الاضطرابات النفسيّة
في فترةٍ ما من حياتهم، وأنّ هذه الاضطرابات لا تُشكّل عِبئاً اقتصادياً واجتماعياً فحسب،
بل هي تُشكّل خطراً على الصحةِ الجسديةِ،
ولذلك وجب الوقاية من هذه الاضطرابات.
أثر الحالة النفسية على الجسم أثبتت الدّراسات الحديثة أنّ الضغط النفسي والغضب
من العوامل المُدمّرة لصحة الإنسان، وإذا تفاقم الوضع قد يؤدّي إلى الإصابة بأمراضٍ خطيرةٍ،
ورُغم المحاولات العديدة للمُحافظة على الصحّة مثل اتباع الحمية،
أو ممارسة الألعاب الرياضية، وغيرها من وسائل وقائية وعلاجية،
إلا أنّ الدراسات أثبتت أنّ العَوامل الاجتماعية،
والرضا، والسعادة النفسية، ووضع هدفٍ في الحياة له أكبر الأثر في المُحافظة على الصحّةِ الجسدية،
ولذلك كان رسول الله - عليه الصلاة والسلام- يُوصي أصحابه بعدم الغضب،
وأنّ عليهم الرضا والقناعة فهي سَببٌ للسعادة والصحة |
|
|
|