يقول الداعية محمد عبده:"التفاؤل لا غنى عنه لمن أراد أن يخطوَ للإمام ويصعد للقمم.. إنه السلاح الذي يقهر الخوف واليأس في نفس المؤمن.. إنه الصخرة التي يتحطَّم عليها كل صعب متشدِّد.. إنه الدابة التي يمتطيها الطالب نحو تحقيق هدفه والنبوغ في تخصصه.. إنه الوسيلة التي لا عوضَ عنها لمن أرد مصارعة المستحيل والتغلب عليه.
ومن فقد التفاؤل والأمل كان كمن دخل معركته بلا سلاحٍ يُقاتل به عدوَّه، لا.. بل قل إن شئت إنه فقد القدرة على القتال والحافز على الاستبسال؛ فقد دخل معركةً خاسرةً لا محالة. العظماء يوقنون أن الحياة بدون تفاؤل حياة لا روح فيها؛ فالتفاؤل يعني عندهم الأمل في مستقبل مشرق، واليأس في نظرهم سهمٌ مسمومٌ يصيب الإنسان في مقتل، فإذا به جثة هامدة لا حراك فيها، وإن نبضن عرقه وضخَّ القلب الدم في جسمه.
العظماء يستعينون بالتفاؤل والأمل في تجاوز محنهم، والقيام من عثراتهم، فلا غنى لأحد عن التفاؤل؛ فالطالب في حاجةٍ له كي يستسهل الصعاب في طريق تفوُّقه، والزارع حين يجدُّ ويجتهدُ يدفعه التفاؤل والأمل في حصاد يجمع فيه ثمرة تعبه ونصبه، والتاجر يغدو ويروح، يسافر ويرحل؛ يحمل البضائع ويتحمَّل مشاقَّ بيعها وتسويقها، يدفعه التفاؤل إلى الربح الحلال الوفير، والتفاؤل يحتاجه الجندي في ميادين المعارك؛ أملاً في تحقيق النصر، ويحتاجه المريض الملازم للفراش فيتحمَّل مرارة الدواء أملاً قي تحقق الشفاء وعودة الصحة والعافية، والتفاؤل يحتاجه المؤمن في سيره إلى الله؛ فهو يصبر على لأواء الطريق فليزم طاعة ربه، ويبتعد عن معصيته، فيتبع نبيه في كل ما أمر حتى وإن خالف هواه؛ أملاً في نيل جنته والفوز