يا ربيع الحياة أين ربيعي أين أحلامُ يقظتي وهجوعي أين يا مرتعَ الشبيبة آمالُ شبابي وأمنياتُ يفوعي أين يا شاعرَ الطبيعة لحنٌ صاغه القلب من هواهُ الرفيعِ رددته مشاعري وأمانيّ ورفّتْ به حنايا ضلوعي يا ربيعَ الحياة ما لحياتي لونها واحدٌ بلا تنويعِ؟! قم يا صريع الوهم واسأل. بالنهى ما قيمة الإنسان ما يعليه واسمع تحدّثك الحياة فإنّها أستاذة التأديب والتّفقيه وانصب فمدرسة الحياة بليغة تملي الدروس و جلّ ما تمليه سلها وإن صمتت فصمت جلالها أجلى من التصريح والتنويه. إِن الحياةَ كجنةٍ قد أقفلَتْ مفتاحَها الأوصابُ والأنصابُ من يجتهدْ يبلغْ ومن يصبرْ يصلْ وينلْه بعد بلوغِه الترحابُ. ولو أن الحياةَ تَبْقَىْ لحيٍ لعدَدنا أضَلَّنا الشُّجعانا وإِذا لم يكنْ من الموتِ بدٌ فمن العجزِ أن تموتَ جبانا لا ريب في أن الحياةَ ثمينةٌ لكنَّ نفسَكَ من حياتِكَ أثمنُ. غلتِ الحياةُ فإِن تردْها حرةً كن منُ أباةِ الضيمِ والشجعانِ واقحمْ وزاحمْ واتخذْ لكَ حيزاً تحميه يومَ كريهةٍ وطعانِ. إنَّ الحياة َ صِراعٌ فيها الضّعيفُ يُداسْ ما فَازَ في ماضِغيها إلا شديدُ المراسْ للخِبِّ فيها شجونٌ فَكُنْ فتى الإحتراسْ الكونُ كونُ شفاءٍ الكونُ كونُ التباسْ الكونُ كونُ اختلاقٍ وضجّة ٌ واختلاسْ السرور، والابتئاسْ بين النوائبِ بونٌ للنّاس فيه مزايا البعضُ لم يدرِ إلا البِلى ينادي البلايا والبعضُ مَا ذَاقَ منها سوى حقيرِ الرزايا إنَّ الحياة َ سُبَاتٌ سينقضي بالمنايا آمالُنَا، والخَطايا فإن تيقّظَ كانتْ بين الجفون بقايا كلُّ البلايا. . . . جميعاً تفْنى ويحْيا السلامْ!