هو رجل بسيط يعمل في أحد المصانع التي تختص في تجميد الأسماك ولكنه يتمتع بالبشاشة والحبور مما يزيد من محبة الناس له دون حتى أن يكون قريبًا منهم، وقد توجه كعادته كل يوم إلى عمله ولم يكن في حسبانه ما سيمر به إذ قضى يوم عمله كالمعتاد إلى أن حل موعد الانصراف إلا أنه قبل أن ينصرف توجه إلى ثلاجة التبريد لإنهاء بعض العمل ولكن للقدر كلمة أخرى، إذ نتيجة خطأ ما اغلق باب ثلاجة التجميد على الرجل وظل يصرخ وينادي ولكنه لم يجد استجابة فقد غادر كافة العاملين والموظفين بالمصنع، فظل الرجل حبيس ثلاجة التبريد لعدد من الساعات خارت فيها قواه وشارف على الموت إلا أنه فجأة تم فتح ابواب ثلاجة التبريد وتم إنقاذه بعد أن كان على وشك الموت وكان هذا المنقذ هو حارس المصنع.
سألوا هذا الحارس ما الذي جعلك تدخل إلى المصنع؟، فقال دخلت بحثًا عن هذا الرجل، فاستغربوا وسألوه لما وكيف عرفت أنه مازال بالداخل؟، فقال الحارس أنا في هذا المصنع منذ ما يزيد عن الخمسة وثلاثين عامًا أعمل به ولا يلاحظني أحد أو يخاطبني أحد إلا هذا الرجل فهو كلما حضر في الصباح استقبلني بابتسامته ووجهه البشوش وسؤاله عن حالي وكذلك عند خروجه يودعني بتلك البسمة على وعد باللقاء، وفي هذا اليوم انتظرته بين الوجوه الخارجة من المصنع إلا انني لم أجده فاعتقدت أنه تخلف لأن لديه عمل بالداخل وظللت انتظر خروجه إلى أن الأمر طال كثيرًا فقررت الدخول إلى المصنع والبحث عنه.