ألعاب للأطفال المصابين بالشلل الدماغي
يحدث الشلل الدماغي بسبب تشوهات معينة في أجزاء من الدماغ تتحكم في حركة العضلات، ومع أنّ معظم الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يولدون مصابين به، فهناك آخرون تم اكتشاف هذه الحالة عندهم بعد أشهر أو سنوات، وتظهر أولى علامات هذه الحالة عادة على الطفل قبل عمر 3 سنوات.
أكثر علامات الشلل الدماغي شيوعاً هي العضلات المتصلبة والمشدودة، وعدم التنسيق العضلي عند إجراء الحركات الطوعية، وسحب ساقي الشخص، و"المشية الجاثمة"، والمشي على أصابع القدم، وردود الفعل المبالغ فيها.
يمكن أن يحدث الشلل الدماغي أيضاً، في بعض الحالات، بسبب تلف في الدماغ في الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من الحياة، أو نتيجة إصابة في الرأس (جرّاء السقوط، أو سوء معاملة الأطفال، أو حادث)، والتهابات الدماغ، مثل الالتهاب الدماغي الفيروسي أو التهاب السحايا البكتيري
شروط اختيار الألعاب لمصابي الشلل الدماغي
من المهم أن ينخرط الأطفال المصابون بالشلل الدماغي في الأنشطة وأن يستخدموا اللعب، بحيث تتم مساعدة نموهم البدني والفكري والاجتماعي والإدراكي. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر باختيار لعب الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، فهناك بعض العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار مثل:
- فالأطفال الذين لديهم شلل دماغي شديد لا يمكنهم استخدام الألعاب نفسها التي يستخدمها أطفال آخرون في سنهم.
- الأطفال المصابون بالشلل الدماغي غير قادرين على إنتاج نطاق الحركة نفسه وتنسيق العضلات والبراعة التي يتطلبها اللعب بهذه الألعاب؛ لذا فإن ما قد يبدو وكأنه لعبة "بسيطة بما فيه الكفاية" للأطفال العاديين، قد يفرض الكثير من القيود على طفل يعاني من هذه الحالة. وفي الواقع، يمكن أن يكون لها تأثير ضار على الطفل؛ فعدم القدرة على اللعب باللعبة المقدمة له يمكن أن يؤدي إلى إحباط الطفل، وقد يؤدي أيضاً إلى عدم وجود الحافز والشعور العام بالسلبية.
يوجد شرطان أساسيان يمكن من خلالهما اختيار الألعاب للأطفال المصابين بالشلل الدماغي:
أولاً: يجب أن تكون الألعاب مناسبة بحيث إنها تتناسب مع القدرات التي يمتلكها الطفل حالياً.
ثانياً: يجب أن تحرك الطفل نحو تنمية القدرات التي يعمل عليها.
ألعاب مفيدة وممتعة للمصابين بشلل الدماغ
ومن أجل ذلك بدأت العديد من شركات الألعاب بتصنيع ألعاب متخصصة للأطفال المشخصين بالشلل الدماغي بعد التعرف على هذه الحاجة الخاصة؛ لذلك عندما تزور متجراً لشراء ألعاب لطفلك، تأكد من استفسارك عن ذلك مع مدير المتجر، وفي ما يأتي بعض الألعاب الأكثر شعبية وفعالية للأطفال المصابين بالشلل الدماغي.
1. الأرجوحة
هي واحدة من أفضل الألعاب التي يمكنك اختيارها لأنها توفر ثباتاً كبيراً، ودعم الظهر بسبب تصميمها، وهذه اللعبة تضفي إحساساً كبيراً بالحركة وحرية الركوب في الهواء، وهو شيء يستمتع به الطفل كثيراً.
2. ركوب الدراجة
الأطفال المصابون بالشلل الدماغي لديهم قدرة محدودة على الحركة والتحكم في الجسم؛ لذا فهم بحاجة إلى ألعاب صلبة وثابتة، ويعمل ركوب الدراجات على تلبية هذه الحاجة الدقيقة، ويمكن أن يكون الطفل مربوطًا في الدراجة، ويقوم أحد البالغين بدفعه إذا لم يستطع هو دفع نفسه في الاتجاه الذي يريده.
3. التلوين
يمكن استخدام الطباشير أو ألوان الشمع الملونة المتنوعة، والألوان والمواد الحرفية الأخرى التي تساعد الطفل على تنمية المهارات المعرفية، وتعتبر الألوان عامل جذب حقيقي، والطباشير أيضاً يأتي بأشكال مختلفة، تسهل على الطفل استيعابها واستخدامها.
4. مكعبات البناء الكبيرة
الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي غالباً ما تكون لديهم حركات لا إرادية تشنجية، وبالتالي فإن اللعب بأجزاء كبيرة يكون من المفضل لهم التعامل معها، لذا فالأفضل أن تختار لهم كتل البناء الضخمة (المكعبات الضخمة) وهو ما يسهل عليهم استخدامها، وتساعد الألوان المختلفة في بناء قدراتهم البصرية.
5. ألعاب موسيقية ناعمة
توفر الألعاب الموسيقية للعديد من للأطفال التحفيز الحسي. فالموسيقى والألوان والملمس الناعم والتصاميم، كلها تساعد، ومع أن الطفل قد يكون غير قادر على تشغيل اللعبة بنفسه، إلا أنه سوف يستمتع بالأعمال والموسيقى والألوان.. المهم أن تختار لعبة تحتوي على موسيقى مهدئة، وليست صاخبة وثاقبة للأذن.
6. كرات متعددة الوظائف
اللعب بالكرة هو أحد أكثر الأنشطة شعبية التي ينغمس فيها الأطفال، وينصح باستخدم الكرات التي تحتوي على نسيج خفيف قليلاً لسهولة الإمساك بها، وحاول أيضاً استخدام الكرات التي يقل ارتدادها بحيث لا تذهب بعيداً عن متناول اليد، ويمكنك التركيز على الكرات ذات الألوان الزاهية، وكل هذا سوف يحفّز الحواس البصرية للطفل.
7. ألعاب أخرى
توجد العديد من الألعاب التي يمكن تقديمها للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، ومنها:
- الألعاب التي يمكن ضمها وتجميعها معاً، مثل الألغاز (البازل).
- الألعاب التي تحتوي على مغناطيسات، تعدّ طريقة رائعة لمساعدة الطفل على تطوير مهاراته التنسيقية.
- الأجراس متعددة الألوان مع المقابض سهلة الإمساك هي أيضاً خيار رائع للأطفال المصابين بالشلل الدماغي.
- الموسيقى المهدئة سترفع قدراتهم البصرية والسمعية على النحو المطلوب.
* أفكار مبتكرة لحل مشكلات الألعاب غير المناسبة
أحيانا تشتري ألعابا لطفلك المصاب بالشلل الدماغي، ولكن تجدها صعبة بعض الشيء بحيث لا يتمكن الطفل من التعامل معها، وفي مثل هذا السيناريو، يمكن تعديل الألعاب بحيث تحقق المنفعة القصوى، ويمكن للطفل الاستمرار في استخدامها بشكل جيد بما فيه الكفاية. وفي ما يأتي بعض الأمور التي يمكن القيام بها من أجل تعزيز فائدة اللعب لتناسب احتياجات الطفل المصاب بالشلل الدماغي.
- تأكد من أن اللعبة لا تتحرك بعيداً عن متناول الطفل، ويمكن تثبيت اللعبة باستخدام طرق متنوعة، مثل شريط لاصق، شريط فيلكرو (شك شاك)، شريط مزدوج الوجهين، أو أشرطة لاصقة غير زخرفية على الجانب السفلي، وسيحد هذا من حركة اللعبة وسيسمح للطفل باستخدام اللعبة بشكل أفضل.
- من المحتمل جداً أن تكون أيدي الأطفال المصابين بالشلل الدماغي مقبوضة، لذا فهم يحتاجون إلى المساعدة في فتح اليد وإمساك الأشياء، وقد تفكر في استخدام جبيرة يد للمساعدة؛ حيث تسمح لهم الجبيرة بالقبض على ألعاب متنوعة، واللعب لفترات طويلة، وهو أمر قد لا يكون ممكنا بدون جبيرة.
- ألعاب النفخ، مثل الكرة البلاستيكية يمكنها بسهولة الذهاب لمسافة بعيدة عن الطفل، وللمساعدة في التقليل من حركة الكرة يمكنك أن تصنع في الكرة ثقبا صغيرا يسمح بتسريب القليل من الهواء، وبعدها أغلق هذا الثقب بشريط لاصق، وهذا سيجعل الكرة أقل قفزاً، وهو ما يقلل من فرص ابتعادها عن الطفل كثيراً، وما يسمح له باللعب بها لفترة أطول.
- في بعض الأحيان، يكون نطاق حركة الطفل محدوداً لدرجة أنه لا يمكنه إلا استخدام الدمى التي يتم تشغيلها بواسطة مفتاح التشغيل، ومن أجل تسهيل استخدام المفتاح يمكن وضع شيء فوق المفتاح لزيادة مساحة السطح، والسماح بالتعامل السهل معها.
- في العادة يتم وضع تصور لألعاب الأطفال المصابين بالشلل الدماغي وبنائها بطريقة لا تجعل اللعب بها نشاطاً ممتعاً فحسب، بل تعمل أيضاً على تعزيز المهارات الحركية للطفل، ومع ذلك، فمن الضروري أن نفهم أن كل طفل يعاني من الشلل الدماغي يعاني من نوع مختلف من الإعاقة، ومستوى الخطورة؛ لذا يجب أن يتم اختيار اللعبة فقط بعد النظر في هذه العوامل، لأن ما قد يكون لعبة فعالة لطفل، قد يصبح سبباً لإحباط آخر.
- زيارة المعالج المهني الذي يتقن التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مهمة جداً؛ حيث إنه سيعقد جلسات معك لمناقشة اهتمامات الطفل وقدراته وأوجه قصوره، وفهم تفضيلات الطفل واحتياجاته، وسيساعد هذا التقييم المعالج على تحديد نوع الألعاب الأكثر فائدة للتطور الشامل للطفل، والتي تعزز تنمية مهاراته الحركية، والحركات الطوعية، والاتصالات، والقدرات المعرفية، وفهم احتياجات طفلك، واختيار شيء من شأنه أن يمتعه ويساعد أيضاً في نموه وتطوره الشامل |
|
|
|